طفولة بطعم العلم وليس اللعب
بقلم أ.د.نادية حجازي نعمان
حكت لي أمي أنني وأنا بنت الثلاث سنوات كنت أبكي ليل نهار ولما سألتني عن سبب بكائي قلت لها أني عايزه أنزل أروح حتة أتعلم ….اندهشت جدًا من الذي سردته لي أمي وسألتها :وهوه أنا عرفت معنى التعليم منين !! إيه اللي عرفني بالتعليم فى السن ده !! وليه ياترى ماكنتش بأقضي الوقت في اللعب مثل إخوتي . لماذا أنزل لأتعلم وكل إخوتي الكبا ر والصغار يلعبون ف البيت ؟؟؟ .
نزلت المسكينة أمي تجوب شوارع الأسكندرية بحثًا عن حضانة في الخمسينيات بلا جدوى وأخيرًا وجدت أمي واحدة تجلس فى منزلها بعدة أطفال حتى تعود أمهاتهم من العمل وتركتني أمي معها لأتعلم …ولم تذهب أمي للعمل فهى لا تعمل ولكن كانت تعود كل يوم للمنزل وليس لديها أي سبب لنزولي إلا تحقيق رغبتي فى بدء رحلتي العلمية في الحياة .
طفولة ليست بطعم اللعب بالعرايس والجري والتنطيط ولكنها طفولة بطعم العلم …وبعد أكثر من ستين عامًا اهتمام وبحث في المجالات العلمية …أشعر أنني لم أتعلم شيئًا…سأعاود البكاء لأذهب لحضانة من أجل التعليم
27 يوليو 2021