بقلم / الدكتور محمد النجار
يظن البعض أن إسرائيل العدوانية المارقة تمتلك ما لا تمتلكه الدول العربية ، وأن اقتصادها أقوى اقتصاد في المنطقة ، وأن جيشها لايُقهر. وهذا الوهم كشفته حرب طوفان الأقصى في غزة بتاريخ 07-10-2023م .
صحيفة معاريف : الدولة في حالة إنهيار
وهذا العنوان “الدولة في حالة إنهيار” ليس من خيالنا ، وإنما هو عنوان صحيفة اسرائيلية كبرى. فقد ذكرت صحيفة “معاريف الاسرائيلية ” في تقرير لها بعنوان : “الدولة في حالة انهيار”.
واستندت الصحيفة الاسرائيلية في تقريرها إلى بيانات صادرة من شركة المعلومات التجارية الاسرائيلية “Coface Bdi”، أن أضراراً جسيمة لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة حرب غزة خاصة في قطاعات البناء والتجارة والخدمات.
انهيار ((46))ألف شركة اسرائيلية
وذكرت جريدة معاريف الاسرائيلية بتاريخ 10-07-2024 أن حرب غزة تسببت في إنهيار ((46)) الف شركة اسرائيلية ، وهذا العدد ((46))ألف شركة قد أُغلقت فعليا حتى تاريخ 10-07-2024م.
توقع إنهيار((60))ألف شركة في نهاية2024م
وسيصل هذا العدد من الشركات المنهارة الى ((60))ألف شركة في نهاية العام الحالي2024م ، وذلك حسب ما نقلته صحيف معاريف الإسرائيلية عن “يوئيل أمير”، الرئيس التنفيذي لشركة المعلومات التجارية المتخصصة في توفير معلومات تجارية لإدارة مخاطر الائتمان ، حسب قوله:
“إن هذا العدد من الشركات المنهارة ((60ألف شركة)) مرتفع للغاية ويشمل كثيراً من القطاعات”.
فقدان ((175))ألف عامل على الأقل لوظائفهم
وقال “يوئيل أمير” : ((إن 77% من الشركات التي تم إغلاقها يمثل 35 ألف شركة من الشركات الصغيرة التي تضم كل شركة خمسة موظفين على الأقل)).
مما يعني فقدان عدد ((175))ألف عامل لوظائفهم في تلك الشركات على الأقل في هذه الشركات الصغيرة ، بالإضافة الى فقدان عمال الشركات الكبرى لوظائفهم ، وهذا يمثل ضربة قوية للإقتصاد الإسرائيلي.
قطاعات الاقتصاد الاسرائيلي المنهارة
وكشف “يوئيل أمير” أهم القطاعات المتضررة نتيجة حرب غزة وهي :
قطاع التجارة الذي يضم الأثاث ، والأدوات المنزلية ،وصناعة الأزياء ، والأحذية والأثاث . كما يضم قطاع الخدمات الذي يشمل المقاهي، وخدمات الترفيه والتسلية، والنقل .
وأضاف أمير : أن “صناعة البناء هي الأكثر عرضة للخطر حيث يرتبط بها صناعات متعددة منها ،صناعات السيراميك والتكييف والألمنيوم ومواد البناء وغيرها، كل هذه تضررت بشكل كبير”.
تضرر قطاع الزراعة
وتضرر القطاع الزراعي الاسرائيلي ، وذلك نتيجة سببين :
- تحول المناطق الزراعية الى مناطق قتال حيث كانت تلك المناطق الزراعية التي تحيط بغزة مصدرا رئيسيا للمنتجات الزراعية ، وتحولت الى مناطق قتال تصل اليها صواريخ غزة التي تسببت في هجرة المستوطنين منها .
- نقص الأيدي العاملة بسبب هروب العمالة الزراعية بسبب حرب غزة .
انهيار السياحة الخارجية والداخلية
وحسب إفادات “يوئيل أمير” فإن صناعة السياحة الاسرائيلة قد تضررت ، بل تدمرت السياحة القادمة الى اسرائيل ، نتيجة العدوان على غزة .
وتضررت السياحة الداخلية بشكل خطير بسب المناطق الداخلية التي اصبحت مناطق قتال ، وكذلك تراجع المزاج الوطني
صعوبات تواجه الاقتصاد الاسرائيلي
وأضاف “يوئيل أمير”: “نحن نواجه تحديات صعبة للغاية تتمثل في نقص العمالة، وانخفاض المبيعات، وبيئة مرتفعة الفائدة، وارتفاع تكاليف التمويل، ومشاكل النقل والخدمات اللوجستية، ونقص المواد الخام، وعدم الوصول إلى المناطق الزراعية في مناطق القتال، وعدم توافر العملاء المشاركين في القتال، وصعوبات التدفق، وزيادة في تكاليف المشتريات، وغيرها”.
هذه اسرائيل المزعومة بأنها لا تُقهر
لقد كشفت حرب طوفان الاقصى ( حرب غزة )مدى هشاشة اسرائيل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، بل هشاشتها العسكرية التي اتضحت من حرب مستمرة حتى الآن في شهرها العاشر ضد حماس والمقاومة الفلسطينية ، ولم تحقق أي هدف من أهدافها التي تعلنها . بل ويصرخ جنودها وضباطها وقادتها بمدى الخسائر التي مُنيت بها القوات العسكرية ، وأن قوتها المزعومة مدعومة من أمريكا والغرب الذي يمدها بالسلاح والعتاد وكل وسائل التدمير الغير إنساني ، ولم تحقق أهدافها التي لا يزال رئيس وزرائها المجرم النتنياهو يرددها من شهر إلى شهر ، ومرور عشرة أشهر ،، ولن يحققها بإذن الله.
صبرا آل غزة فإن النصربإذن الله قريب
((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)))القصص5-6
((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))آل عمران126
(((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..)))
د.محمد النجار 23-07-2024م الثلاثاء (17)محرم1446هـ (طوفان الاقصى289)