صحة و جمالأراء وقراءات

عالم اضطراب طيف التوحد بين الأسرار والعجائب – 2

بقلم دكتور / ايمن منصور

وفي ظل رحلتنا الى عالم اضطراب طيف التوحد فهو بالفعل عالم أسرار وعجائب وحقائق وان شئت قل وترهات كثيرة تملأ العالم عن هذا الإضطراب ولذلك وجب علينا أن نعمل علي إزالة هذه الترهات وبيان ما هو الصحيح من الخطأ ومحاولة فك طلاسم وأسرار هذا العالم والتوقف أمام عجائبه وإظهار كآفة حقائقه بعون الله وتوفيقه من خلال هذه السلسلة التوعوية علي موقع وضوح الإخباري .

ونستطيع البدأ بتعريف اضطراب طيف التوحد وهو اضطراب عصبي نمائي فهو حالة مرتبطة بنمو الدماغ، تؤثر في طريقة إدراك الشخص للآخرين وتفاعله الاجتماعي معهم. ويؤدي ذلك إلى وجود صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

ويضم هذا الاضطراب أيضًا أنماطًا سلوكية محدودة ومتكررة.

ويشير المصطلح “طيف” في اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الأعراض ودرجة شدتها.

ويبدأ اضطراب طيف التوحد في الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة.

ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التكيّف داخل المجتمع.

فمثلاً، قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد مشكلات في التفاعل الاجتماعي أو مع زملائهم في المدرسة أو العمل.

وتظهر أعراض طيف التوحد لدى الأطفال غالبًا خلال السنة الأولى من العمر.

غير أن هناك عددًا قليلاً من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب ينمون نموًا طبيعيًا خلال السنة الأولى.

لكنهم بعد ذلك يفقدون بعض المهارات، وتبدأ أعراض التوحد في الظهور عليهم ما بين عمر 18 و 24 شهرًا الي 36شهر ،

ولأنه اضطراب يصاحب الطفل علي مدار مراحل حياته العمرية  أي ليس بمرض جسدى فيتم عمل جراحة له أو وصفة علاجية ويشفي أو إعاقة عقلية فهو مثلا مجنون او معاق عقليا فيتم التعامل معه علي هذا الأساس ، لا بل هو اضطراب عصبي نمائي متطور ، ولكن بلا شك أن التدخل مبكرا في الثلاث سنوات الأولي من العمر والتشخيص الجيد والتقييم المناسب وعمل برنامج تاهيلي يفيد الطفل كثيرا في الاكتساب لكثير من المهارات اللازمة للتفاعل بشكل كبير ومناسب مع الأشخاص والمجتمعات ، ويمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة العديد من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بسبب التدخل المبكر .

ولأن هذا الاضطراب قد يكون مصحوبا بمشاكل أخري مثل فرط الحركة وضعف الإنتباه واحيانا سلوك عدواني أو حركات نمطية تكرارية ودرجات من الاكتئاب وقد يكون مصحوبا بمشاكل أيضا علي مستوى الجهاز الهضمي……

وغير ذلك من المشاكل الأخرى فيتم العرض علي الدكتور المناسب ومتخصص في هذه المشاكل ليتم كتابة علاج مناسب لها عند الضرورة لكي يستفيد الطفل الاستفادة الأقصى من التدخل التربوي والسلوكي ،

وبالرغم من أن هذا الاضطراب قد يتم اكتشاف اعراضه وتظهر بعض سماته عادة في السنوات الأولي الثلاثة من العمر إلا أنه قد يُظهر بعض الأشخاص ممن يقعون ضمن النطاق الخفيف لاضطراب طيف التوحد أعراضًا لا يُلتفَت إليها في سن مبكرة.

وقد لا يُشخَصون إلا في أواخر مرحلة الطفولة أو في منتصفها، عندما تصبح الحاجة إلى التواصل والتفاعل الاجتماعي أكثر وضوحًا. وفي بعض الحالات، يُشخَّص الاضطراب لأول مرة في مرحلة البلوغ، رغم أن الأعراض كانت موجودة على الأرجح منذ الطفولة.

ويمتلك كل طفل مصاب باضطراب طيف التوحد نمطًا سلوكيًا فريدًا يعتمد على شدة الأعراض، التي قد تكون خفيفة أو متوسطة أو شديدة.

فنجد مثلا أنه قد يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من صعوبات في التعلّم، وقد تظهر عليهم مؤشرات تدل على مستوى ذكاء أقل من المعدّل الطبيعي أو اقل بكثير.

بينما يتمتع أطفال آخرون مصابون بهذا الاضطراب بمستوى ذكاء طبيعي أو أعلى من المتوسط. وهؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة، لكنهم يواجهون صعوبة في التواصل، وفي تطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية، والتكيّف مع المواقف الاجتماعية.

ونظرًا لأن كل طفل قد يُظهر مزيجًا فريدًا من الأعراض، فقد يكون من الصعب أحيانًا تحديد مدى شدة الاضطراب.

ويُعتمد في التقييم بشكل عام على درجة شدة الأعراض ومدى تأثيرها في قدرة الطفل على أداء مهامه.

وبأذن الله تعالي سوف نتعرف علي السمات الخاصة بهذا الاضطراب وعلي درجاته في الشدة في المقال الاسبوعي الاسبوعي باذن الله تعالى .

دكتور / ايمن منصور

اخصائي تخاطب وتعديل سلوك

بمركز قدرات لتأهيل اطفال زوي الاحتياجات الخاصة الايوائي.

طرابلس – ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى