أراء وقراءاتاقتصادمصر

عبد الغفار مصطفي يكتب : “بيكيتي” ومفاهيم اقتصادية جريئة

 

f4b3df13-5c70-443e-a85f-cfb6f680d0a0

هو الأشهر في كُتاب الاقتصاد.. فرنسي الأصل. في كتابه الأخير “رأس المال في القرن 21” الذي شهد مبيعا كثيفا وأثار ردود فعل في الأوساط الحكومية والسياسية بما فيها المهتمون بعالم الاقتصاد.
الكتاب ومؤلفه تومي بيكيني يرصد ويحلل مسيرة الضرائب علي الدخل والثروة بالولايات المتحدة وأوروبا خلال القرنين الماضيين فيما تطرق الكتاب عن أصل المفاهيم الغربية في الاقتصاد والدول الراغبة في تحقيق التنمية وطرح مفاهيم جريئة في الاقتصاد.
كلية الاقتصاد بالقاهرة نظمت له ندوة طرح خلالها رؤيته الجديدة في عالم الاقتصاد.
العدالة في نظر بيكيتي يراها غائبة في توزيع الثروة ويرجعها إلي عوامل سياسية وليست اقتصادية. ويقول إن معدل العائد علي رأس المال في البلدان المتقدمة أكبر من معدل النمو وهنا يحذر بيكيتي أن المستقبل سيشهد تفاوتا في الثروات ويقترح سن ضريبة عالمية تضامنية علي الثروة.
الشفافية والتدرج في نظر بيكيتي عند تطبيقها ضرورية للوصول لنظام ضريبي تصاعدي لإصلاح خلل التفاوت في الثروة أفضل من الطرق التقليدية.
بيكيتي لا يهمه زيادة الضرائب بل اهتمامه بكيفية إنفاق أموالها بشفافية وهذا ما يدفع الأغنياء إلي تقبل فرض الضرائب المرتفعة.
في رأي بيكيتي أن تراكم الثروات بما لا يتناسب مع النمو يعود إلي الأسواق المالية التي تتيح عائدا علي رأس المال أكبر من نسبة النمو وبهذا فثروات أصحاب المليارات تزيد مرتين أو ثلاثة أسرع من معدل النمو الاقتصادي.
أيضا بيكيتي يعلن أن الخصخصة تؤدي إلي ظهور المليارديرات الذين بالطبع يشترون الأصول بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية. وهذا يحذر من توحش الرأسمالية إذ ينذر باضطرابات اجتماعية وأن الثروات في الدول الغنية تشير إلي ارتفاع مستويات عدم المساواة. كاشفا أن البيانات أظهرت عدم المساواة في أوروبا أقل من أمريكا وتقف اليابان بينهما. وهذا لأن الرأسمالية الأمريكية أكثر توحشا بسبب العولمة والمنافسة الشرسة.
ويقول بيكيتي في هذا الجانب إن الفرق واسع بين الأغنياء والفقراء وهذا يعتبر آفة عالمية أصابت العالم كله بمختلف مستوياته الاقتصادية.. ومن الممكن استخدام هذا الفرق في الثروات لأن تكون شرارة اضطرابات اجتماعية في الدول الفقيرة.
ولهذا يميل بيكيتي إلي الضرائب التصاعدية لأنها أفضل الحلول للحد من تركيز الثروة ومحاربة الفساد. فضلا عن أهمية تعزيز الشفافية المالية وزيادة الاستثمارات في التعليم وحماية قوانين الملكية الفكرية وحقوق العمال.
منطقة الشرق الأولي في رأي بيكيتي أنها الأكثر معاناة من ظاهرة عدم المساواة التي نشأت بسبب تركيز الثروة النفطية في دول محددة بعدد سكان قليل وفيها يستحوذ أغني 10% من سكان الشرق الأوسط علي 60% من إجمالي الثروة. وأن هذه النسبة لا تتجاوز 35% بالنسبة لأغنياء أوروبا وتتراوح بين 40 و5 % في أمريكا و55 و60% في جنوب أفريقيا والبرازيل.
ومن مفاهيم بيكيتي أيضا يري أن يكون هناك رأسمالية منصفة بفرض ضرائب عالمية بنسبة 80% علي الثروات الموروثة وأن حل مشكلة عدم المساواة هو الضرائب التصاعدية علي الثروات الخاصة وفرض ضرائب 15% علي رأس المال مع الحرص علي شفافية معاملات البنوك.
ويقول يجب أن يكون دور الدولة اجتماعيا لا سياسيا فقط وأن يكون أغلب نسب الإنفاق علي الخدمات العامة والمعاشات وبالنسبة لمصر يري بيكيتي وجود مستوي عال من انعدام المساواة في مصر وهذا يساء تقديره نتيجة غياب الشفافية وعلي مصر تبني الضرائب التصاعدية حيث ما يدفعه أغنياء مصر أقل بكثير مما يدفعه الأغنياء في أوروبا وأمريكا. مشددا علي أهمية تحسين أحوال الفقراء بالبدء في توفير خدمات الصحة والتعليم الجيدين بكل شفافية.

بقلم: عبد الغفار مصطفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.