احدث الاخبار

عراك سياسي في إسرائيل .. إتهامات متبادلة بين حكومة الاحتلال والجيش

كتب – محمد السيد راشد

تحولت اجتماعات الكابينت الإسرائيلي المصغر إلى ساحة صراعات علنية، بعد اندلاع مواجهة حادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وسط تبادل للاتهامات بشأن أداء الجيش في قطاع غزة، وإدارة الحرب المستمرة وتداعياتها الإنسانية والعسكرية.

اتهامات متبادلة

في اجتماعٍ صاخب مساء الخميس، شنّ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هجومًا لاذعًا على قيادة الجيش، متهمين إياها بالتباطؤ في تنفيذ المهام، وعلى رأسها منع وصول المساعدات الإنسانية إلى حركة حماس. لكن رئيس الأركان ردّ بقوة، قائلاً:

“توقفوا عن القول إننا نتباطأ. لا يوجد تباطؤ في غزة، نحن نفعل بالضبط ما كلفتمونا به، وأذكركم بأن جنودنا يسقطون في الميدان.”

خطة الإخلاء.. خلاف آخر

وشهد الاجتماع أيضًا جدالًا محتدمًا حول خطة محتملة لإخلاء سكان غزة نحو الجنوب، في حال فشل مفاوضات وقف إطلاق النار. حيث طالب نتنياهو الجيش بإعداد خطة فورية للإخلاء، رافضًا بقاء حماس في القطاع، قائلاً:

“لن أتنازل عن القضاء على حماس، البديل هو اجتياح غزة بالكامل، لكن ذلك سيؤدي إلى مقتل المحتجزين، وهذا ما لا أريده.”

في المقابل، حذر رئيس الأركان من التداعيات الكارثية لمثل هذا القرار، مؤكدًا أن:

“إدارة ملايين الجوعى والغاضبين قد يفضي إلى فوضى تفقدنا السيطرة وتعرض جنودنا للخطر.”

ميزانيات الحرب.. ورفض وزارة المالية

وتعمق الخلاف خلال النقاش حول تأخر صرف ميزانيات الطوارئ الخاصة بالحرب مع إيران، حيث اتهم ممثلو وزارة الدفاع وزارة المالية بعرقلة التمويل اللازم، وهو ما أثار غضب سموتريتش، الذي هاجم مدير وزارة الدفاع أمير برعام بقوله:

“توقف عن استفزازي، أنتم تقدمون إحاطات ضدي.”

انقسام داخلي في ظل حرب متعددة الجبهات

وتشهد جلسات الكابينت المتتالية تصعيدًا داخليًا بين المكونين السياسي والعسكري، وسط تحذيرات مستمرة من الجيش بأن إطالة أمد الحرب يُعرض حياة المحتجزين للخطر، وهو ما يرفضه وزراء التيار الديني القومي الذين يتهمون المؤسسة العسكرية بـ”فرض إرادتها” على القيادة السياسية.

ويبدو أن الأزمة داخل أروقة القرار الإسرائيلي تعكس حالة ارتباك متزايدة بشأن إدارة الحرب في غزة، مع تصاعد الضغط الدولي والداخلي للمضي نحو تسوية، في مقابل أصوات يمينية متشددة ترفض أي تساهل مع حركة حماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى