الزعيم مانديلا يتحدى عنصرية أستاذه
من اختيارات أ.د.نادية حجازي نعمان
عندما كان نيلسون مانديلا ، رئيس دولة جنوب إفريقيا الراحل ،يدرس الحقوق في الجامعة …. كان أحد أساتذته واسمه بيتر وكان أبيض البشرة يكرهه بشدة!
و في أحد الأيام كان الأستاذ بيتر يتناول طعام الغذاء في مقصف الجامعة فاقترب منه نيلسون مانديلا حاملاً طعامه و جلس بقربه..
- قال له الأستاذ بيتر: “يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسان معاً ليأكلا الطعام.
نظر إليه مانديلا و أجابه بكل هدوء:
“لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك”! ثم ذهب و جلس على طاولة أخرى..
- لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الإنتقام منه..
وفي اليوم التالي طرح الأستاذ بيتر في الصف سؤالاً على مانديلا: “سيد مانديلا إذا كنت تمشي في الطريق ووجدت صندوقاً وبداخل هذا الصندوق كيسان الكيس الأول فيه المال و الكيس الثاني فيه الحكمة.. فأي الكيسين تختار؟
- بدون تردد..أجابه مانديلا: “طبعاً سآخذ كيس المال”
ابتسم الأستاذ و قال ساخراً منه: “لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة”.. و بكل برود أجابه مانديلا: “كل إنسان يأخذ ما ينقصه!”
في هذه الأثناء كان الأستاذ بيتر يستشيط غضباً و حقداً لدرجة أنه كتب على ورقة الإمتحان الخاصة بمانديلا “غبي” و أعطاها له.
أخذ مانديلا ورقة الإمتحان وحاول أن يبقى هادئاً جالساً إلى طاولته و بعد بضع دقائق وقف مانديلا و اتجه نحو الأستاذ و قال له بنبرةٍ مهذبة: “أستاذ بيتر لقد أمضيت على الورقه باسمك، لكنك لم تضع لي علامة”.
إيّاك أن تسمح لأحد أن يسرق منك ثقتك بنفسك واعتزازك بهويتك حتى وإن كان أستاذك الذي بيده تقييمك أو رئيسك الذي بيده طردك من وظيفتك لأن نفسك هي أغلى وأثمن من كل شئ.
٢٠٢١/٨/١٤