عقول مُنتهية بالتمليك ..!! بقلم : سمية تايه
وكأننا في محيط .. !
عالم يعج بالأفكار والمعارف والأخبار والأحداث ..
نوافذ الاتصال مفتوحة على مدار الساعة ..
بضغطة زر تحلق العقول في فضاءات التواصل السريع لعالم يمتد ويتسع في كل لحظة ، اتصال لحظي وتفاعلي يأتي بتأثيرات وتغيرات سريعة وكبيرة ومتلاحقة على مستوى الأفراد والمجتمعات .
كم هي العقول التي فقدناها في هذا الزخم الكبير ؟!
عقول اسفنجية تمتص كل ما حولها دون تمحيص أو تدقيق ،ثم تتثاقل بكل ما تحمل من غث وسمين حتى تسقط في ثقافات العوالم الأخرى وتذوب فيها .
عقول فقدت القدرة على الصمود أمام رياح التواصل فاقتلعتها من جذورها ، وفوق هذا وذاك شعورها بالدونية والتصاغر وكونها تنتمي لعوالم مهملة الحضور أمام عمالقة الحضارة المادية ، التي تمتلك آلة الاتصال و تتفوق مادياً ومعلوماتياً .
إن كنا نريد لهذه العقول أن تحفظ هويتها وكيانها .. فلنفعل الوعي عبر بوابات العقل لغربلة وتمحيص كل ما يفد إلينا ، ونزرع حس المسؤولية في الأخذ والتلقي (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36]
ثم لم لا نمتلك زمام المبادرة في إخراج ما لدينا من قيم وأخلاقيات ربانية لعالم يتعطش إليها ويحتاجها كالأنفاس لتعيد له توازنه الانساني .. لم لا تبذل عقولنا كل جهد ووقت للاستفادة من كل وسيلة متاحة لتسخيرها لنشر الخير الذي نحمله .
العقول التي تمتلك قوة الصمود والمواجهة لا بد لها من بناء هوية صلبة تمتلك العزة والفخر بما لديها من قيم وفكر ، قادرة على التعامل مع الثقافات الأخرى دون أن تفقد ذاتها ..
تعجبني مقولة للأستاذ بدر الثوعي : ( العقل طائر رأسك .. لا تستعجل بتحليقة فوق سماء الثقافات الأخرى حتى تدربة على طريق الرجوع ، ما أكثر من أطلق طائره ولم يعد !! ) .