عميد كلية القرآن:لا أحسن ولا أفضل ولا أعبد من تعليم العلم بإخلاص
د .عبد الفتاح خضر : لو كنت مستأثراً بدعاء لجعلته خبيئة للحاكم
كتب استاذ دكتور عبد الفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم بطنطا على صفحته على الفيسبوك بعض المواقف الشخصية التي تحمل الكثير من المعاني الكبيرة التي يمكن ان يستفيد منها عامة الناس ، وبصفة خاصة خطباء المساجد والمعلمين بكافة مراحل التعليم والطلاب.
كتب يقول :
من عادتي أن أذاكر دروسي مهما كبرت سنى واتسعت رقعة تفكيري
فخطبة الجمعة لايمكن بحال أن أعتلي منبراً لها إلا إذا ذاكرتُ للخطبة وكأني أصعد لأول مرة في حياتي منبرها ….بالرغم من من أن المنبر هو جليسي وأنيسي وصديقي لكني أهابه …
وأتمتم بالدعاء
واصرف القريب والبعيد عني قبل الخطبة ( ممنوع الاقتراب أو التصوير ) ولا تنبلج أساريري إلا بعد انتهاء الخطبة وأشعر فيها بالفتح …
وبعض المساجد لا ادخلها مرة ثانية لأني شعرت فيها بالقفل …..
وعليه فمقياس الفتح والقفل عندي وجوه الحاضرين …بقدر سرورهم يأتي العطاء من ربي وربهم ..
..
ونصحي للخطباء الإكثار قبل صعود المنبر من الاستغفار ولو 100 مره والصلاة على النبي ـ صلى الهل عليه وسلم ــ ولو 100 مرة ومن يجرب هذا يراسلني على الخاص لكن بدون أن يخوض هذه الأنوار كمجرب بل متيقن …
..
من عادتي أن أذاكر واتعب حتي طوال الطريق للقاهرة …لا شغل لي إلا مطالعة ما جمعته من الكتب طوال ساعتين ونصف في الطريق …
وأذكر أنني ذهبت للأستاذ أحمد عبد الظاهر في برنامج (لغة القرآن ) وقد أخذت منه نقطة البداية من يومين قبل التسجيل ..
وعندما دخلنا الــ ستوديو للتسجيل ظهر أن البداية مخالفة لما أملاني إياه … عند ذلك قلت له:
ليخسر المشوارُ والوقتُ و…و…و ….ولكني لن أخسر اهتمامي بمستمعيَّ
وبناء على هذا تم إلغاء التسجيل في هذا اليوم ، ومن ثم عدت بخُفّي حُنَيْن احتراما للجمهور مع الاستطاعة ــ بفضل الله تعالى ….
لكنها هيبة احترام الجمهور لمعلومة غزيرة تخص القرآن الكريم وتفسيره وبيانه..
..
من عادتي مع طلابي أنني في بعض المحاضرات اقول لهم أغلقوا الكتب وهيا نتعلم ( فقه الحياة ) وأملى عليهم من تجاربي ومكابداتي ما يحصّنهم ضد شر الحياة وما يجلب لهم الخير فيها
وقد وعدت بكتاب لهم بهذا العنوان (من فقه الحياة ) ولكن الإدارة قضت على وقتي …من هنا كان الندم .
..
كلما قابلت خريجا يهمس في أذني أنه تعلم مني كذا …وكنت أقوله دون قصد …
لكن هذا أعطاني درساً في الحياة العلمية أن أتذوق كل حرف ألقيه لطلابي ؛ لأنني أملك حروفي وكلماتي طالما لم تخرج من فمي …فإذاخرجت ملكتني ….
.
أذكر أنني في السعودية وبعد أن احترق الأتوبيس الذي كان آيباً بنا إلى أبها من عمرة في مكة المكرمة ومات فيه علماء وأطفال واحترق عن آخره ونجانا الله منه …
ونحن في الصحراء في خليج نعمة ….. وأنا اقف حافي القدمين ممذق الثياب مدمي …
اقترب مني احدهم قائلا:
أنت استاذي ومن حقك علي أن تلبس نعليّ
وأنا أسير حافي القدمين …
عندها تيقنت أن لا أحسن ولا أفضل ولا أجمل ولا أعبد من تعليم العلم بإخلاص …
فمن الذي أتي بتلميذي ليحذيني حذاءه في صحراء كنت فيها غريبا أشرفت على الموت…
صحيح لو كنت مستأثراً بدعاء لجعلته خبيئة للحاكم …والمراد أنه بصلاحه ينعكس الصلاح على مرؤسيه …. والعلم يخص فصلا ..وصلاح الإدارة يعم مؤسسة ….
لكن بالرغم من هذا راحتي واستجمامي وسعادتي أن أربي واعلم وافقه تلاميذي واعتبرهم جنتي … اللهم لا تحرمنا فضل التعليم والتعلم …حقاً