عندما يحل الهزل تهرب الفضيلة وينزوي أهلها
بقلم / الدكتور عبد الفتاح خضر
عميد كلية القران الكريم
في عالم مضطرب …
يحترم الهزل …والسخف …والعري ….. والمجون…. والشذوذ …والتفاهه…. ورثاثة الهيئة …. ووضاعة الإنسان …. وعهر العاهرات …وفجور الفاجرات …والتعلق بالتوافه .
عند ذلك :
يضمحل الخير …ينزوي أهله … يُحتقر الشريف…. تنتزع البركة ……يكثر الشر …. تنطق الروبيضة …. تسود التفاهة….تنعزل السماء ببركتها عن الأرض وشرورها….
أجل إننا عندما نثمن ركلة كرة القدم للاعب …ليتقاضي بعضهم أجره عن كل ساعة (80 ألف جنيه ) فما راتبه في اليوم؟
وفي الشهر؟! وفي السنة ؟!..؟!حسب بوابة أخبار اليوم.
عندما يحضر أحد الجُرْب من المغنين لقاء رأس السنة مع برنامج مشهور ساعة بــ (2 مليون جنيه )…
عندما تنفق الساعات والأوقات في أخبار عامل النظافة الذي دخل محل كشري وووو وتحولت الدنيا له ، وانشغلت بخبره، واشتعلت الميديا لأجله ..ووالله ما اارتحت له قط ….. ثم يسجن ثم يخرج ثم ثم ثم …فهل هذا مؤشر خير أو مجتمع يحب النهوض ؟!.
عندما تتراوج أجرة ساعة الراقصة ما بين (40 ألف و 120 ألف جنيه ).
عندما تتحقق هذه الأخبار البائسة واليائسة والسائدة فقل:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ….وبقيت في خَلْف كجلد الأجرب.
نحن لم نفسد في الأرض عندما خالفنا قول ربنا سبحانه ({وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا } [النساء: 5] بل أشعنا الفساد في الأرض ومكنا له تمكينا …
وسنة الله في خلقة …{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]
ماذا عن طلاب يتمزقون من الاجتهاد والنضال من أجل لقمة العيش الكريمة ثم تنتهي بهم سفينة الحياة إلى الجلوس في البيت ولا يجدون عملا …. فيصابون بالاكتئاب …ويكفرون بمجتمعاتهم…. ويجندون عند مرتزقة الفكر …..ويكونون علىنا ضدّا .
إن الأولى بالعيش الكريم أهل الجد لا اللعب …. أهل الكرامة لامتسولة السرادقات …أهل الحقيقة لا التمثيل …أهل العلم لا الجهل ….. أهل الشرف لا السفه,,,
اللهم ردنا إليك رداًجميلا ..
مختارة صفحته على الفيس بوك