كتب – مروان درويش
معرفتي بمس إيمان أو كما تحب أن يدعوها البعض الحاجة إيمان -لكني انا شخصيا بفضل دعوتها بأمي التانية- ، بدأت لما كنت في أولى ابتدائي، كنت بدخل المكتبة اقعد جنبها ارغي في الفسحة وأخرج عادي جدا . كانت المكتبة هي الملاذ الوحيد الآمن ليا في المدرسة، وبعدين للأسف مس إيمان قررت تنقل مكتبة الثانوي ومشوفتهاش سنين كتير عشان كنا في مبنى مختلف.
عدت السنين ودخلت الثانوي، ومع مروري بنوبة اكتئاب شديد جدا وقلق اجتماعي، كنت مش قادر اروح المدرسة، وكان الحل الوحيد علشان متفصلش من المدرسة -في وقت كنت بفكر فيه اسيب التعليم اساساً-، اني اروح المدرسة ومحضرش حصص، أشارك في انشطة المدرسة بس، وطبعا كان الملاذ الآمن الوحيد ليا في المدرسة مكتبة مس ايمان برضو!
وقتها كانت واقفة جنبي مش بدافع مدرسة وطالب ابدا لأ، بدافع أم بتحاول تخلي ابنها يخرج من اللي هو فيه، كانت بتدخل مسابقات عشاني وعشان تخليني ألمس نجاح حقيقي، كانت بتحاول تعمل رحلات ثقافية عشان عارفة اني بحبها وكانت قبل الرحلة بتسألني عاوز تطلع فين،
بمناسبة الصورة دي كانت في مكتبة اسكندرية في اليوم دا كنت حاسس ان امي فعليا طالعة معايا، كلت؟ شربت؟ البس تقيل تقيل قبل ما تنزل! متقعلش الجاكيت هتبرد!
لما دخلت ثانوية عامة كان كل المدرسين فاقدين فيا الأمل بناءا على حالتي السنين اللي قبلها، كانوا مبيرضوش ياخدوني الدروس عندهم، كانت هي بتكلمهم مدرس مدرس، وكنت كل ما اخش حصة يقولولي الحاجة إيمان موصية عليك توصية جامدة.
وبعد ما دخلت الكلية معتقدش إن كان فيه مشكلة بتواجهني او فترة صعبة ملجأتلهاش فيها، كل مرة كنت بمر بأي حاجة كنت بلاقيها موجودة، وكنت دايما بكلمها هي عشان متأكد ان علاقنا ببعض أكبر بكتير من علاقة مدرسة بطالب لأ دي علاقة ام بابنها حرفيا.
لما حبيت اكتب عن شخص بدينله بالعرفان ملقيتش حد انسب منها، عشان فعلا لولاها معتقدش كنت هوصل للكلية اللي انا فيها او كنت هكمل في التعليم اصلا، يمكن الدنيا بتلهي كل واحد ويمكن اوقات كتير بنعزل عن الدنيا كلها وببقى عاوز اكلم امي التانية اطمن عليها بس ماليش عين عشان مقصر، بس حقيقي مس إيمان -أمي- من ألطف وأحسن الحاجات اللي حصلتلي في حياتي، ربنا يديمك دايما ويخليكي لينا.
من جانبها تتقدم أسرة جريدة وموقع (وضوح الإخباري) بخالص الشكر والتقدير للاستاذة الفاضلة ايمان دخان على قيامها بدورها التربوي مما ساهم في مواصلة التلميذ مروان درويس لمسيرته التعليمية حتى وصل للمرحلة الجامعية ويدرس حاليا في السنة النهائية بكلية الإعلام .