عن يوم عاشوراء
[عن يوم عاشوراء]
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ”.
– وأفضل الصيام في ذلك الشهر المبارك صيام يوم عاشوراء، اليوم العاشر من الشهر، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُكَفّر السنة السابقة.
– الأولى الجمع بين صيام العاشر (10 محرم) وصيام يوم قبله أو بعده (9 أو 11 محرم)، ويستحب أن يكون ذلك اليوم هو التاسع، ولا يُكره إفراد العاشر بالصوم، فمن اقتصر عليه فلا بأس، لكنه خلاف الأولى فقط. (فأفضل الأحوال صيام 9 و 10 محرم، ثم صيام 10 و11 محرم، ثم صيام 10 محرم فقط، وهذا أفضل من ترك الصيام)
– روي من فضائل ذلك اليوم أن الله قد تاب فيه على قوم، وأُثر أنه قد تيب فيه على آدم عليه السلام، فلعل في ذلك تذكرة للعبد بالتوبة والإنابة، وطلب العفو من الرب جل وعلا، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيامه تعظيمًا ليوم نجاة موسى عليه السلام، فمِن أَجَلّ ما يستحضره المرء في ذلك المقام وحدة هذه الأمة، أمة الإسلام بمعناها الواسع، وأن المسلم أحق بأنبياء الله جميعًا ممن انتسب إلى بعضهم زورًا، وأن تاريخ دينه ممتدٌ إلى الأزل، لم يبدأ عند نقطة زمنية معينة، وأنّا نسير على درب هؤلاء الأنبياء الحاملين للواء الشريعة، المحاربين لأعدائها، وأن إخواننا في غزة ونحوها هم خَلَف موسى وأتباعه، وأن يهود اليوم هم خَلَف فرعون وقومه، وأنّ ربنا وإلهنا ومولانا هو الذي أورث بالأمس القومَ الذين كانوا يُستَضْعفون مشارقَ الأرض ومغاربها، وهو الذي يورثهم ذلك اليوم إن شاء الله وينصرهم على عدوهم بإذنه، ويتم كلمته الحسنى عليهم بما صبروا، ويدمر ما كان يصنع طواغيت الزمان وما كانوا يعرشون، وأنّا إذا بُلينا أو استُضعفنا لم يكن لنا مَثَل اليهود، مَثَل السوء، ولا نقول (أُوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا)، ولا نقول (اذهب أنت وربك فقاتلا)، ولا نرتاب في وعد الله سبحانه.
– استحب كثيرٌ من الأئمة التوسعة على الأهل والعيال في ذلك اليوم، بالنفقة أو الطعام أو الشراب أو نحو ذلك.
– من بدع الرافضة في ذلك اليوم اتخاذه مأتمًا لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، وقال الحافظ ابن رجب رضي الله عنه: “فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم؟!”.
وأهل السنة أحق منهم بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحمه ودمه، فنحزن لأجله رضي الله عنه، وإن كنا لا نتعبد بتكلف إظهار الحزن في ذلك اليوم دون غيره، ونرجو لو فديناه رضي الله عنه بأرواحنا وأهلينا، وننصره باتباع سنة جده صلى الله عليه وسلم، والانتصار لها،
مختارة من حساب الدكتور كريم حلمي على منصة X.