أراء وقراءات

عودة جماجم شهداء الجزائر من فرنسا الداعشية

بقلم/ الدكتور محمد النجار

تهمة رهيبة ألصقها الغرب بهتاناً وزورا في المسلمين عندما قطعت داعش بعض رؤوس الأجانب ، واتضح أن داعش “الإرهابية” صنيعة الغرب المُعادي للإسلام ليست هي المُبتدعة والمُبتدئة لجرائم قطع الرؤوس ، وإنما أصبح يقينا لا شك فيه أن فرنسا الأوربية المسيحية الاستعمارية “الإرهابية” هي التي ابتدعت جرائم قطع الرؤوس ، وذلك بعد اكتشاف (18)ألف جمجمة في(( متحف الانسان)) في باريس تعود للمدافعين عن أوطانهم ضد الاستعمار الفرنسي البشع.

والغريب وجود جمجمة لشيخ مصري ضمن جماجم الشهداء الجزائريين في متحف باريس، وليس بمستغرب أن تختلط دماء الشهيد المصري مع دماء إخوانه الجزائريين دفاعا عن ارض الجزائر أو فلسطين أو مصر أو أي أرض مسلمة ، فنحن الأمة الواحدة التي إذا اشتكى منها عضو تداع له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وقد تعمدت فرنسا إخفاء تلك الجريمة البشعة اكثر من (170) سنة ، ولم يتم اكتشافها إلا في عام (2011ميلادي) حيث بدأت القضية باكتشاف الباحث الجزائري((علي فريد بلقاضي)) وجود أعداد كبيرة من الجماجم في ((متحف الإنسان)) بباريس في شهر مارس 2011 وتعود هذه الجماجم في معظمها لرموز المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي البشع.

كان الفرنسيون يحكمون بالإعدام على كل عناصر المقاومة الجزائرية ، وبعد تنفيذ الإعدام في هؤلاء المقاومين “المجاهدين” يقومون بقطع رؤسهم وتعليقها ثلاثة أيام ، ثم يرسلونها الى قادتهم في فرنسا للتأكيد على سيطرتهم على الجزائر .

يقول الأكاديمي الجزائري “إسماعيل خلف الله” – حسب موقع سبوتنيك- إن ” نحو 18 ألف جمجمة بشرية في متاحف باريس، وأنه تم التعرف عدد 500 جمجمة، بينهم 36 جمجمة قائد من رموز المقاومة الجزائرية قُطعت رؤوسهم بين”1850 – 1949″.


وقد تم يوم الجمعة 03-07-2020م استرجاع عدد ((24)) جمجمة الى الجزائر ، تعود لقادة قبائل ومقاومة “تصدوا لبدايات الاحتلال الفرنسي الغاشم في الفترة ما بين 1838 و1865”.

وقد حلقت أرواح هؤلاء الشهداء الأبرار الأطهار ليس في سماء الجزائر وحدها وإنما في سماء فلسطين ومسرى رسول الله “محمد” صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى السليب وفي سماء بيت لحم أرض مولد ميلاد “المسيح “عليه السلام وفي سماء كل أرض مسلمة ،،
نعم إنها أرواح الشهداء الأبرار عادت لترفرف في سماء أرض المسلمين الأطهار في كل مكان لتعلن وتقول بصوتٍ عالٍ إن الأرض المسلمة لا تزال تُنبت رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا . وأن عزيمة أبناء الأمة الأطهار لن تفرط في ذرة رمل من أرضها ، ولن تَخُن عهدها مع ربها إما النصر لدين الله وإما الشهادة في سبيل الله ..

عادت جماجم الشهداء أمثال (“شريف بوبغلة” و”موسى الدرقاوي” و”سي مختار بن قويدر الطيطراوي” والشيخ “بوزيان” وغيرهم). ولكل شهيد قصة وبطولة.
((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23))الاحزاب


د.محمد النجار 05-07-2020م الاحد 15ذوالقعدة1441هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.