عيد الأضحى .. فداء وفرحة

بقلم /عزه السيد

غدا الأحد أول أيام عيد الأضحى المبارك، يوم العاشر من شهر ذي الحجة للعام الهجري الحالي ١٤٤٠، حيث يبدأ “عيد الحج الأكبر” بعد انتهاء شعيرة وقوف الحجاج المسلمين على جبل عرفات لتأدية أهم منسك في مناسك الحج، وأعظم الفرائض وأكثرها أجرا وثوابا عند الله ألا وهي فريضة الحج “الركن الخامس من أركان الإسلام”.

ويطلق على عيد الأضحى عدة أسماء، منها يوم النحر والعيد الكبير وعيد الحجاج وعيد القربان، ويستمر هذا العيد أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام تليه تعرف باسم “أيام التشريق”، وسميت كذلك لأن لحوم الأضاحي التي تترك دون توزيع كانت تشرق أي تقدد (تجفف) بحرارة الشمس، وهو عيد يحمل في كل يوم من أيامه الأربعة معنى من أعمق معاني الإيمان وتوحيد الله تعالى، خاصة أن كثير من  المسلمين يصومون الأيام التسع الأولى من أيام شهر ذي الحجة التي تسبقه طمعا لما فيها من أجر عظيم، إلا أن صيام أيام التشريق تطوعا أو قضاء أو نذرا باطل.

وعيد الأضحى يذكر المسلمين بقصة إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء الذي انصاع لأمر الله بذبح ابنه إسماعيل فافتداه الله بذبح عظيم، لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بذبح الأَنعام اتباعا لسنة النبي – عليه السلام – وسنة إبراهيم – عليه السلام – وتوزيع لحومها على الفقراء والأقارب وأهل البيت، حيث قيل في الهدي النبوي الشريف أن الله يغفر لأصحابها جميع الذنوب والخطايا مع أول دفقة من دمها عند ذبحها.

وللأضحية شروط في الشرع حتى لا تفقد ثوابها، وهي أن تكون من بهيمة الأنعام مثل الإبل والغنم والبقر والجاموس ولا يجوز ذبح أي أنواع آخرى من الأضاحي أو من الطيور، وأن يكون الذابح عاقل مسلم قادر، وأيضا ذكر اسم الله وقت الذبح وبدون التسمية لا تحل الأضحية للأكل أو التوزيع وتصبح من المحرمات، وأن يكون الذبح بسكين حاد حتى لا تعذب الأضحية أثنائه، وأن لا ترى الأضحية السكين حتى لا تخاف، وأن يتم الذبح بشكل مشروع عن طريق قطع المريء والحلقوم، وأن يتم قطع الرأس كله ومن السنة أن يشهد الذبح أهل البيت، وحدد الشرع تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، ثلث للأقارب والجيران والأصحاب وثلث يتم التصدق به للفقراء والمحتاجين، وثلث لأهل البيت.

و”التكبير” من سنن وآداب عيد الأضحى المبارك، ومن أهم شعائره وهو من السنن المؤكدة الواجب اتباعها، وصيغته (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، وكذلك: (الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا)، ويقوم بها الرجال جهرا بعد الصلاة في المساجد والبيوت والأسواق إعلانا بتعظيم الله تعالى وشكرا له وإظهارا لعبادته.

ومن السنن المؤكدة كذلك الغسل في عيد الأضحى، وقال رسول الله (ص) في هذا الشأن (إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فليتطيب ويستحب وأن يتنظف ويلبس أحسن ما يجد) وروي عن ابن عباس: (أن رسول الله (ص) كان يغتسل يوم الفطر والأضحى) والأصح في الاغتسال في عيد الأضحى قبل الفجر على خلاف غسل الجمعة.

 

 

وأداء صلاة العيد واجبة باعتبارها من السنن المأخوذة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وتجب على كل مسلم أن يؤديها ويلتزم بآدابها وسننها، ويستحب الذهاب إلى صلاة العيد دون تناول أي طعام، كما يستحب الذهاب إلى الصلاة سيرا على الأقدام والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر، مع ضرورة الاغتسال والتطيب بالنسبة للرجال.

 

 

ولا تكتمل فرحة العيد إلا بصلة الرحم وزيارة الأقارب، والمبادرة بالتهنئة، وأن يكون يوما للفرح وارتداء أجمل الثياب، واحتفالا بالعيد تقوم العائلات بالخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة والملاهي، كما تقوم العديد من المحال بتزيين محالهم بالأضواء المبهرة، ومحلات الأطفال ببيع الدمي واللعب على شكل خروف العيد ابتهاجا وفرحة به.

Exit mobile version