أراء وقراءاتاحدث الاخبار

عِمران ..تعالوا معاً .. لنلتقط المشهد ..بقلم : سميه تايه

الطفل عمار

من تحت أنقاض الظلم والظلام .. يخرج عِمران .. الطفل السوري الذي لم يتجاوز الأربع سنوات .. بعد انقاذه من غارة جوية أهالت المنزل على رؤوس ساكنيه .. حُمِل الصغير إلى سيارة الإسعاف  .. غطى الغبار جسده الصغير .. صامتاً .. مذهولاً ..عيناه تنظران في دهشة .. يمسح دماءه بيده  وبكل براءة .

يقول الصحفي الذي التقط الصورة إن الأطفال في مثل هذه الظروف يبكون ويصرخون .. أما عِمران فقد ارتدى رداء الصمت .. كبرياء طفولته هزم توقعات الموقف برمتها ، لتتساقط علامات الاستفهام والتعجب .. لم يهدر دمعهُ بل تركه مكبلاً بالذهول والدهشة .. اطبق شفتيه .. وابتلع حروفه التي انفرط عقدها وتعثرت معانيها وهو يبحث عن جواب سؤاله .. لماذا ؟؟ !!

عيناه المحدقتان كانتا تبحثانِ في الوجوه عن ضمير الإنسان .. أتراه حيّاً بعد ؟!

لم تجتمع ضمائر الإنسانية على إجابة لسؤاله .. فكل الضمائر كانت تسير بعكس عقارب أمنياته وأحلامه .. بعض الضمائر تساقطت أقنعة زيفها وشعاراتها المنمّقة عن الحرية وحق الإنسان .. وضمائر أخرى استرخت على مقاعد التبلد ..ضمائر أخرى تلهث خلف مصالحها على جسور القتل والإجرام .. قليلة هي الضمائر التي لا زالت تحفظ بقايا من حياة .. تئن وتتألم .. مكتوفة الأيدي ..منزوعة الحول والقوة .. نظراتها المشفقة أوهن من أن تدفع عنهظلماً غشوماً .. عاجزة عن أن تسد جوعه وعطشه للعزة والكرامة .

لم ينته المشهد بعد ..

لم تكن وحوش البغي لتذر عمران يستنشق رحيق الطفولة وعبير الحياة ..

فقد علمنا بعد حين أن عِمران قضى شهيداً في مجزرة القاطرجي .

عمران شرُف بلقاء ربه شهيداً ..

ونحن ..

لا زلنا هنا ..

تحوم فوق سمائنا أسراب اليأس لتنعى جثامين الأمل ..

ومن حولنا ظلمات بعضها فوق بعض ..

وفي غياب الحق تمادى الباطل في فضاء من العبث والفوضى ..

ما أطوله من ليل .. !!!!

لكن حتماً سيشرق بعده الفجر ..

ولم لا .. ؟!!

أليس الصبحُ بقريب .. ؟؟ !!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.