غزة على شفا المجاعة: معاناة متفاقمة ومخاوف من الأسوأ
كتب – هاني حسبو
حذرت منظمة رائدة لمراقبة الجوع عالميًا مرارًا خلال العام الماضي من أن قطاع غزة يقترب من حالة المجاعة. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن إعلان حدوث المجاعة رسميًا، على الرغم من الأوضاع الكارثية المتفاقمة التي يرويها العاملون في المجال الطبي والإغاثي.
شهادات من الميدان
الدكتور جريجوري شاي، طبيب أطفال متقاعد من كاليفورنيا ومتطوع في منظمة “ميد جلوبال” غير الربحية، أمضى شهر أكتوبر في غزة حيث عالج الأطفال بمستشفى ناصر في خان يونس. روى شاي أن معظم الأطفال يقتاتون على الخبز والأرز فقط، ما يؤدي إلى نقص حاد في الفيتامينات والمعادن الأساسية.
أضاف شاي أن الأطفال يعانون من أمراض خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، بينما يعاني حديثو الولادة من سوء التغذية الشديد والتشوهات الخلقية وتعفن الدم. وقال: “لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا العدد والنوع من الإصابات التي رأيتها في غزة. يكفي أن تنظر إلى هؤلاء الأطفال لتدرك أن المجاعة قد بدأت”.
تصنيف الجوع في غزة
يعتمد المرصد العالمي لمراقبة الجوع على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لتحديد مستويات انعدام الأمن الغذائي، باستخدام مقياس من 1 إلى 5، حيث يمثل المستوى الخامس “المجاعة”. ورغم تدني غزة بشكل مطرد إلى هذا المستوى، لم يتم الإعلان عن المجاعة رسميًا نظرًا لعدم توفر البيانات الكافية بسبب القيود المفروضة على الحركة والتحديات في جمع المعلومات.
جدل حول تعريف المجاعة
يثير الوضع في غزة تساؤلات حول معايير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. يرى الخبراء أن الاعتماد على مقاييس صارمة لتحديد المجاعة في مناطق الصراع يؤدي إلى تأخر الاستجابة الإنسانية. يقول دالمار أيناشي، محلل الأمن الغذائي بمنظمة “كير للإغاثة”: “التشبث بمقاييس غير مرنة في ظل الصراعات يعرض شعوبًا بأكملها للمعاناة والموت في صمت”.
تحذيرات ودعوات للعمل
بينما تدرس منظمة التصنيف المرحلي تعديل معاييرها، يؤكد الخبراء أن إعلان المجاعة ليس الحل النهائي. يجب أن تتحرك الحكومات والجهات المعنية لمعالجة الأوضاع قبل تفاقمها ووصولها إلى نقطة اللاعودة. يقول خوسيه لوبيز، مدير البرنامج العالمي بالتصنيف المرحلي: “مجرد تغيير المصطلحات لن يحل الأزمة. يجب تقديم المساعدات بشكل استباقي”.
مطلوب تدخل دولي
يعيش سكان غزة ظروفًا مأساوية تهدد حياتهم، فيما يتطلب الوضع تدخلًا دوليًا عاجلًا لتقديم الدعم الإنساني والطبي قبل فوات الأوان.