لم تعد الدول الإستعمارية بحاجه لتحريك طائراتها وآلياتها العسكرية لإحتلال الدول الصغرى أو لتحقيق مطامع سياسية أو إقتصادية أو لإنهاك القوى العسكرية لتلك الدول . ولكن تحولت سياسات تلك الدول من الإمبريالية العسكرية إلى الإمبريالية الثقافية وذلك عن طريق الإعلام.
فقد تم توجيه الإعلام في الآونة الأخيرة بشكل كبير إلى الشعوب التي كان يتم إستعمارها في السابق عن طريق القوة العسكرية، وبوسائل مختلفه من التأثير سواء كانت قنوات فضائية تعبر القارات أو مواقع التواصل والتي ألغت الحدود والفواصل ما بين الدول.
ويقوم هذا التوجيه الإعلامي والإختراق الثقافي بمحو كل هويه، وكل رغبه في البناء، بل وزرع اليأس والسطحيه والتفاهه في شباب تلك الدول، في محاولة لطمس الوعي وقتل روح البناء.
يجب أن ندرك جيدآ أبعاد المؤامرة قبل فوات الآوان وأن نكون أكثر إهتمامآ ببناء العقول قبل بناء الأجساد، وأن نهتم بالنشأ والتعليم وأن يكون الإعلام أكثر مسئولية ويساهم في تشكيل وعي شبابنا ولا يتركهم أداة في إيدي الآخرين .