شئون عربية

غموض حول لقاء حفتر والدبيبة بإيطاليا وردود فعل متباينة

كتبت/د.هيام الإبس

في خطوة مفاجئة، تضاربت الأنباء حول لقاء جمع مسؤولين بارزين من شرق وغرب ليبيا في إيطاليا، ما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة، اللقاء المزعوم، الذي جمع الفريق أول صدام حفتر، نائب قائد «الجيش الوطني الليبي»، وإبراهيم الدبيبة، مستشار رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية الليبية.

غموض رسمي

ساد الصمت أروقة السلطات الرسمية في شرق وغرب ليبيا، حيث لم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي حول حقيقة انعقاد اللقاء الذي استضافته إيطاليا، تجاهل المسؤولين في كلتا المنطقتين طلبات التعليق، مما زاد من الغموض المحيط بالاجتماع وأهدافه المحتملة.

نفي ضمنى وتشكيك إعلامى

بالتزامن مع تسريبات اللقاء، كثف المكتب الإعلامي لـ”الجيش الوطني» و”الهلال الأحمر» في بنغازي من نشاطه الإعلامي، بنشر صور للقاءات واجتماعات أخرى لصدام حفتر.

في المقابل، سعت وسائل إعلام وشخصيات موالية لسلطات بنغازي إلى التقليل من أهمية التسريبات، ووصفتها  بـ”التضخيم الإعلامي”.

اجتماعات سابقة

ليست هذه المرة الأولى التي تتردد فيها أنباء عن لقاءات سرية بين شخصيات بارزة من الشرق والغرب الليبي، قبل ثلاثة أعوام، انتشرت تقارير عن اجتماع مماثل جمع نجل المشير خليفة حفتر وابن عم رئيس حكومة «الوحدة» في أبوظبي، ما يعكس استمرار قنوات الاتصال غير الرسمية بين الأطراف المتنازعة.

انتقادات وتحفظات

أثارت التسريبات انتقادات من قبل بعض السياسيين في غرب ليبيا، الذين اعتبروا أن توجه حكومة الدبيبة نحو هذا اللقاء يمثل “ازدواجية معايير”.

في المقابل، رأى فريق من المحللين والناشطين في هذه اللقاءات بادرة إيجابية نحو حل الأزمة الليبية.

مفتاح الحل

يعتبر المحلل السياسي فرج فركاش أن هذه اللقاءات “مفتاح حل توحيد ليبيا”، مشيراً إلى ضرورة تغيير القيادة العامة لنهجها في ملف توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتقديم تنازلات من الطرف الآخر في الغرب الليبي.

سلطتان متنافستان

تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان: حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في طرابلس، وحكومة أخرى في بنغازي مكلفة من مجلس النواب. هذا الانقسام السياسي يعمق الأزمة ويعرقل جهود التوصل إلى حل شامل.

دور أمريكى محتمل

على الرغم من الأنباء التي تحدثت عن حضور مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، للقاء روما، لم يؤكد بولس هذه المعلومات عبر حسابه الرسمي بمنصة «إكس». ومع ذلك، يعتقد مراقبون أن “أمريكا (ربما بمساعدة إيطاليا وتركيا) تسعى لمقاربات وحلول، على شاكلة لقاء صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة”.

واقعية أمريكية

يرى الباحث والحقوقي الليبي، ناصر الهواري، أن “أمريكا والدول المتداخلة في الشأن الليبي تعلم طبيعة القوة المسيطرة، التي تملك قرار الحرب والسلم في ليبيا”، وأن الولايات المتحدة “تتجه إلى تلك القوى مباشرة لمحاولة حل المشكلات العالقة بين الطرفين”.

دروس الماضي

ذكّر اللقاء المزعوم بعض السياسيين الليبيين بموجة الهجوم التي تعرض لها الرئيس السابق للحكومة المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، بعد لقائه المشير خليفة حفتر قبل عامين ونصف العام.

مخرج للانقسام

يرى عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، عبد الرزاق العرادي، أن لقاء صدام حفتر والدبيبة “منطقي وفي إطار البحث عن مخرج للانقسام السياسي”، مشيراً إلى أن “الاعتذار لباشاغا بعد أكثر من عامين على لقائه حفتر ليس ضعفاً، بل موقف شجاع يقرّ بقاعدة سياسية أصيلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى