فانو تسقط مروحية تقل مسؤولين كبار بإثيوبيا
شاحنات مجهولة تعبر من تشاد إلى السودان وسط صمت رسمى

كتبت : د.هيام الإبس
فى تصعيد خطير للأحداث الدائرة في إقليم أمهرة الإثيوبى، أعلنت جبهة تحرير الأمهرة (فانو) مسؤوليتها عن إسقاط مروحية عسكرية حكومية كانت تحلق قرب مدينة غورغورا في محيط مدينة غوندار، صباح الأحد 15 يونيو 2025، في حادثة وُصفت بأنها الأكثر حساسية منذ اندلاع التمرد الأخير.
وقالت مصادر ميدانية تابعة لفانو، في بيان مقتضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن مقاتليها تمكنوا من إسقاط المروحية باستخدام قاذف صاروخي (RPG)، مشيرين إلى أنها كانت تحمل “ضباطًا ومسؤولين كبارًا في الحكومة الفيدرالية”، دون أن تحدد أسماؤهم أو هويتهم بدقة.
وأكد شهود عيان في غورغورا، أنهم سمعوا صوت انفجار قوي في السماء أعقبه تصاعد الدخان والنيران من موقع سقوط الطائرة، مشيرين إلى أن قوات أمنية طوقت المكان ومنعت اقتراب المدنيين وسط استنفار غير مسبوق في محيط الحادث.
ولم تصدر الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي الحادثة، فيما التزمت قيادة الجيش الإثيوبي الصمت حيال إعلان فانو.
شاحنات مجهولة تعبر من تشاد إلى السودان وسط صمت رسمى
فى سياق آخر ، وفى حادثة تكشف تصاعد الدعم اللوجستي الموجّه نحو المليشيات السودانية المتمردة، رُصدت قافلة ضخمة مكوّنة من ثمانٍ شاحنات وهي تعبر المعبر الحدودي أدري – الجنينة في الساعة 11:55 صباحًا من يوم الإثنين 16 يونيو 2025، دون أي تسجيل أو تفتيش رسمي من الجهات التشادية المختصة.
وذكرت مصادر مطلعة، أن القافلة تتكون من خمس شاحنات حاويات معدنية مغلقة (كونتينرات) يُشتبه في احتوائها على معدات عسكرية أو تجهيزات ميدانية، إضافة إلى ثلاث شاحنات تناكر وقود .
يرجّح أنها محملة بالديزل أو البنزين، وهي مواد تستخدم عادة في تشغيل الآليات العسكرية والدبابات، ما يعزز فرضية استخدامها لأغراض عسكرية مباشرة.
ما أثار الدهشة والقلق، أن الشاحنات لم تخضع لأي إجراءات جمركية أو تدقيق حدودي، بل فُتح لها المعبر بواسطة عناصر مسلحة ترتدي ملابس مدنية وتحمل أسلحة خفيفة، تولّت عملية تأمين المرور وفتح الطريق، دون أي اعتراض من السلطات الحدودية.
وتشير معطيات التحقيق الأولي إلى أن القافلة تنتمي إلى شبكة دعم لوجستي منظم يُعتقد أنها مرتبطة مباشرة بتزويد مليشيا الدعم السريع السودانية بالإمدادات الحيوية، بما في ذلك الوقود والمعدات التي تُستخدم في الحرب الدائرة داخل السودان.
ويرى محللون أمنيون أن استخدام الكونتينرات المغلقة يهدف إلى إخفاء طبيعة الحمولة وتجنّب رصدها، بينما توفر التناكر الوقود اللازم لتحريك القوة الميدانية للمليشيا.
وتؤكد طبيعة التمويه والتأمين غير الرسمي أن العملية نُفذت بإشراف شبكات متمرسة في التهريب العسكري، على الأرجح بدعم أو تغطية من عناصر داخل الأجهزة التشادية.
ويأتى هذا التطور في وقت حرج، مع ازدياد الضغط الإقليمي والدولي على الحكومة التشادية لضبط حدودها ومنع تسريب الإمدادات إلى جماعات مسلحة تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة داخل السودان، خاصة في دارفور.
من جهتها، لم تصدر حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي توضيحات رسمية من السلطات التشادية بشأن القافلة، ما زاد من غموض الموقف والتكهنات حول مستوى التورّط أو التغاضي المتعمد.
ويخشى مراقبون أن تكرار مثل هذه الحوادث سيؤدي إلى تصعيد سياسي وأمني كبير، قد يطال العلاقة بين الخرطوم وإنجمينا، ويُورّط الحكومة التشادية في اتهامات مباشرة بدعم الحرب في السودان عبر قنوات خلفية.
ضربة دقيقة بطائرة مسيّرة تطيح بقائد بارز في مليشيا الدعم السريع بمحور بابنوسة
من جهة أخرى ، أفادت مصادر ميدانية بمقتل المقدم “خلا أحمد خليل”، أحد أبرز قادة مليشيا الدعم السريع، إثر استهدافه بطائرة مسيّرة في محور بابنوسة، بولاية غرب كردفان، وذلك في عملية نوعية وصفت بـ”الدقيقة”.
ويُعد المقدم أحمد خليل من القيادات الميدانية البارزة للمليشيا بشرق النيل، وسبق أن لعب دوراً محورياً في العمليات القتالية ضد الجيش السوداني في محيط العاصمة الخرطوم، قبل أن يتم نقله مؤخراً إلى جبهات غرب السودان، ضمن إعادة تموضع شاملة لقادة المليشيا.
وتضع هذه الضربة خليل في المرتبة الثانية بعد مقتل القائد الميداني البارز “البيشي”، الذي لقي مصرعه أيضاً في وقت سابق ضمن العمليات الجوية للجيش.
التصعيد مستمر في محور بابنوسة
وتشهد مناطق التماس في بابنوسة تصعيداً ميدانيًا مستمراً منذ أيام، وسط تحركات نشطة للقوات المسلحة السودانية، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الضربات الجوية الدقيقة باستخدام الطائرات المسيّرة، في استهداف قيادات ومواقع حساسة للمليشيا.
حتى الآن، لم يصدر الجيش السوداني بيانًا رسمياً حول العملية، إلا أن مصادر مقربة من المتحركات العسكرية تؤكد نجاح العملية ومقتل خليل في الحال.