فتنة النت .. وبوابة الدجال !!
كتب/الدكتور عبد العزيز كامل.
اذا كانت فتنة الدجال ستكون اعظم فتنة منذ خلق الله الدنيا..فإن فتنة النت – والله اعلم – هي مدخلها.. وشبكته هي بوابتها.. وقد أصبحت فتنة النت كائنة الكوائن، فبظهوره ، ثم ذيوعه ثم شيوعه في بضع سنوات ، تحول بعدها إلى نمط معيشة وضرورة حياة.. لا يستطيع تجنبها إلا من اراد مخاصمة الدنيا وتجنب الأحياء.
ومع أن الانترنت بغالب تطبيقاته..فيه الطيب الحسن والشر الخبيث .. إلا أن شروره سهلة المداولة ..صعبة المقاومة والمصاولة على الأكثرين.. غير أن تلك الشرور تحولت إلى فتنة..بالمعنى الكامل للفتنة.
★.. دعك من فتن الفساد الأسوأ والأسود المبثوث في الفضاء الأزرق .. فأصحاب القلوب الحية يستطيعون الحياة باعتزالها قدر استطاعتهم، لكن ماذا عن المباحات المضيعة للواجبات، أو المكروهات الموصلة للموبقات، أو المحرمات التي قد تصير بريدا للكفريات..؟!
★ .. بل ماذا عن إضاعة الأعمار في متابعة كل جديد مما ليس بجديد..؟! ثم ماذا عن (وسائل التواصل) التي صارت إحدى وسائل تقطيع الأواصر داخل البيت الواحد؟ حيث أصبح كل واحد فيه يعيش وحده عالمه( الافتراضي) الذي تمكنت فيه ماكينة الشبكة العنكبوتية من اصطياد جميع فرائسها من الذكور والإناث صغارا وكبارا ، لينزلوا ضيوفا شبه دائمين.. راضين أو كارهين؛ في أوهى البيوت ( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [ العنكبوت/41 ]
★..لا أظن أن جيلا ممن سبق ؛ شهد ذلك التتابع المذهل لفتن السراء والضراء كما شهده جيلنا الستيني والسبعيني، فكان الله في عون أجيال ناشئة ، وأجيال ستنشأ..فعلى أي شئ ستنشأ.. ؟!
المسؤولية جسيمة.. والأخطار عظيمة..وقد حذر منها من وصفه ربه بأن (حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) حيث قال عليه الصلاة والسلام: ( إنَّهُ لمْ يكنْ نَبِيٌّ قَبلي إِلاَّ كان حَقًّا عليهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ على ما يَعْلَمُهُ خيرًا لهُمْ ويُنْذِرَهُمْ ما يَعْلَمُهُ شَرًّا لهُمْ، وإِنَّ أُمَّتَكُمْ هذه جُعِلَتْ عَافِيَتُها في أولِها، وإِنَّ آخِرَهُمْ يُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها، ثُمَّ تَجِيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضًا ، فيقولُ المؤمنُ هذه مُهْلِكَتِي ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ فيقولُ المؤمنُ هذه مُهْلِكَتِي ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ . فمَنْ سَرَّهُ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النارِ ويُدْخَلَ الجنةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وهوَ يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ ولْيَأْتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أنْ يَأْتُوا إليهِ ) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني برقم (3210)
لنحذر فالأمر جاد.. وجيل الدجال حتما سيكون من جيل الفتنة بالنت وما قد يأتي بعده، فلن يكون للدجال ضحايا أسهل ولا أكثر ولا أجهل من ذلك الجيل المفتون بشباك العناكب ..
فاللهم انا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ونعوذ بك من عذاب جهنم، ونعوذ بك من فتنة القبر، ونعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال