أخبار العالم

فرانس24:هل تنجح “فرنسا الأبية” في سعيها لعزل الرئيس ماكرون؟

كتب – محمد السيد راشد

يعيش حاليا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيام صعبه  في قصر الإليزيه بسبب  الأزمات الذي حوله مع  إمكانية تعميق الأزمة وسط سياق سياسي لم يتوصل فيه بعد رئيس الوزراء الجديد ميشال بارنييه إلى تشكيل حكومة.

حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلنشون يدفع بكل قوته  (أقصى اليسار) الثلاثاء إلى دفع الكتل البرلمانية نحو التصويت من أجل عزل رئيس الجمهورية عن الحكم.وحصلت الجبهة الشعبية الجديدة، التي وهي تجمع لعدة أحزاب يسارية من أبرزها حزب فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي، أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية المبكرة التي نظمت في 7 يوليو/تموز الماضي دون الحصول على الأغلبية.

مما زاد  من ضغوطها على ماكرون بعد اختياره رئيسا للوزراء لا ينتمي إلى صفوفها، ولا حتى إلى حزبه الذي حل في المركز الثاني في هذه الانتخابات، بل إلى حزب “الجمهوريون” اليميني الذي جاء رابعا.

وبعدما أعلن الحزب الاشتراكي وحزب الخضر اللذان ينتميان إلى الجبهة الشعبية الجديدة بداية نيتهما رفض الاقتراح، غيرا موقفهما وأكدا بأنهما لن يعترضا على طرح مناقشة نص على مستوى مكتب الجمعية الوطنية لعزل ماكرون، لكن لن يذهبا أبعد من ذلك.

ويبدو أن هذه الخطوة المطالبة بنقاش داخل الجمعية الوطنية تملك حظوظا كبيرة في أن يصادق عليها مكتب الجمعية الوطنية كون أغلب أعضائه ينتمون إلى الجبهة الشعبية الجديدة (12 عضوا من أصل 22). لكن هل يجمع الأصوات الكافية للموافقة على اعتماده؟

فرانس24:هل تنجح "فرنسا الأبية" في سعيها لعزل الرئيس ماكرون؟ 2
بعض أعضاء حزب فرنسا الأبية

السلطة لم تعد متمركزة في قصر الإليزيه، بل في البرلمان

نقلت جريدة “لوفيغارو” أنه على الرغم من أن الحزب الاشتراكي لا يعارض فكرة إجراء تصويت حول عزل الرئيس ماكرون من منصبه على مستوى مكتب الجمعية الوطنية، إلا أنه لن يذهب بعيدا. بمعنى أنه لن يصوت لصالح هذه الخطوة.

وفي بيان، كتب الحزب الاشتراكي “الاشتراكيون لم يغيروا موقفهم فيما يتعلق بصلب الموضوع. فنحن ضد التصويت من أجل عزل رئيس الجمهورية لأن هذا الإجراء لا يتم تفعيله إلا في حالة واحدة وهي ’الخيانة العظمى‘”.

فيرى العديد من نواب الحزب الاشتراكي أن إجراء العزل الذي يريد حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلنشون تمريره “محكوم عليه بالفشل” وسيأتي بنتيجة معاكسة، كونه سيمنح “مصداقية أكثر لرئيس الجمهورية ويعزز موقعه السياسي” وسط الأزمة التي تعيشها فرنسا.

وأضاف نفس الحزب: “لا نريد أن نمنح أي فوز لإيمانويل ماكرون لأن السلطة لم تعد متمركزة في قصر الإليزيه، بل في أروقة البرلمان الفرنسي”.

انعدام فرص نجاح مشروع العزل؟

وإذا كان من المرجح أن يصادق مكتب الجمعية الوطنية على طرح هذا الاقتراح للتصويت، فإن حظوظه بتجاوز هذه المرحلة ضعيفة جدا إن لم نقل منعدمة.

ومن أبرز العقبات التي تواجهها هذه الفرضية المادة 68 من الدستور الفرنسي، إذ تستوجب موافقة ثلثي أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ مجتمعين.

ويرى عدة خبراء أن دستور الجمهورية الخامسة الذي أقر عام 1958 وكتب على أساس نظام انتخابي تنتج عنه أغلبية واضحة، غامض بشأن المسار الذي يمكن اتخاذه في حال تعطل العمل البرلماني.وجدير بالذكر أن ماكرون برر رفضه تسمية لوسي كاستيه التي اقترحها الجبهة الشعبية مرشحة لرئاسة للوزراء بقوله إن من واجبه ضمان “الاستقرار المؤسساتي”.

اختبار تواجهه الجبهة الشعبية؟

لكن بالنسبة لحزب فرنسا الأبية، فالمكسب الرئيسي هو نجاحه في إقناع الحزب الاشتراكي بهذه الفكرة وأن يصادق أعضاء مكتب الجمعية الوطنية عليه في المرحلة الأولى.

وفي تغريدة على “إكس”، حيا جان لوك ميلنشون، زعيم حزب فرنسا الأبية قرار الحزب الاشتراكي بدعم فكرة عزل ماكرون على الأقل في المرحلة الأولى مدركا جيدا أن هذه الخطوة لا تملك أية فرصة لكي تتجسد على أرض الواقع.

ويقول حزب فرنسا الأبية إن الأمر لا يعود إلى الرئيس “لإجراء مقايضات سياسية”، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهها ماكرون منذ يوليو/تموز قبل التوصل إلى اختيار رئيس للوزراء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.