فرنسا تستدعي سفير إسرائيل بسبب حادث دبلوماسي في القدس المحتلة 

كتب – محمد السيد راشد

في خطوة تعكس التوتر المتصاعد بين فرنسا وإسرائيل، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي “جوشوا زاركا” احتجاجاً على دخول قوات أمن إسرائيلية مسلحة إلى موقع تاريخي تديره فرنسا في القدس الشرقية واحتجاز مسؤولين أمنيين فرنسيين يحملان وضعاً دبلوماسياً. وقد أكدت الخارجية الفرنسية للسفير الإسرائيلي أن “هذا الحادث لا ينبغي أن يتكرر أبداً.”

تفاصيل الحادث

وقع الحادث في 7 نوفمبر الجاري، عندما دخلت قوات أمن إسرائيلية إلى مجمع كنيسة “إيليونا” الذي يقع تحت إدارة فرنسا، واحتجزت لفترة وجيزة اثنين من المسؤولين الأمنيين الفرنسيين. وكان الموقع قد تم ترتيبه لزيارة مرتقبة من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيانها بأن دخول القوات الإسرائيلية المسلحة إلى الموقع واعتقال المسؤولين الفرنسيين هو “تصرف غير مقبول” خصوصاً بين دولتين حليفتين تجمعهما علاقات قوية.

تصاعد التوترات الدبلوماسية

يأتي هذا الحادث في ظل توتر دبلوماسي مستمر بين فرنسا وإسرائيل، خاصة مع دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية المستخدمة في غزة. كما سعت الحكومة الفرنسية مؤخراً لمنع شركات السلاح الإسرائيلية من المشاركة في معرض تجاري في باريس، إلا أنها تراجعت لاحقاً عن القرار.

تدابير لمنع تكرار الحوادث

أوضحت الخارجية الفرنسية أن تدابير سيتم اتخاذها لضمان عدم تكرار هذه الحوادث. وقد ذكرت أن أحد الموظفين الأمنيين الفرنسيين تعرض للتعنيف خلال توقيفه، وأظهرت مقاطع فيديو من موقع الحدث توثيقاً لحظة طرح أحد الموظفين على الأرض من قبل الشرطة الإسرائيلية ووضعه في سيارة شرطة.

من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن جميع المسؤولين الأجانب الزائرين يجب أن يرافقهم أمن إسرائيلي، وأن هذه القاعدة قد تم توضيحها مسبقاً للسفارة الفرنسية.

احتجاجات ومسيرات في باريس

من المقرر أن تشهد باريس مسيرات يوم الأربعاء المقبل احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وهو نفس اليوم الذي سيشهد مباراة كرة قدم بين المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي. وقد منعت السلطات الفرنسية أي تجمعات داعمة للفلسطينيين خلال المباراة، كما منعت رفع العلم الفلسطيني. وسيتواجد الرئيس الفرنسي ماكرون في المباراة لإرسال “رسالة تضامن” مع إسرائيل، بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام خلال الأسبوع الماضي، حيث وقعت مشادات بين مشجعين إسرائيليين ومشجعين هولنديين.

الحوادث الأخيرة في أمستردام

شهدت أمستردام اشتباكات بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي وفريق أياكس أمستردام، حيث وقعت عمليات كر وفر واستخدم الإسرائيليون العصي والأنابيب والحجارة، وأظهرت لقطات مصورة هتافات معادية للعرب والفلسطينيين من قبل المشجعين الإسرائيليين.