فضلات الطعام ثروة يجب إستغلالها
بقلم / رمضان النجار *
بالأمس خرجت لصلاة العشاء فى المسجد وأنا فى الطريق وجدت شابا وزوجته يفرغون محتويات صندوق القمامة على الأرض فقلت له إن ما يفعله شئ مقرف جدا ويلوث البيئة وبشوه المنظر العام للمنطقة فقال لى معلش يا أستاذ سأعيد ترتيب المكان مرة أخرى .
وفى فضول منى سألت الشاب ماذا تفعل بهذه المخلفات فقال لى أقوم بفرز الكراتين والبلاستيك وأقوم ببيعهم لأصحاب مصانع الكراتين والبلاستيك فقلت له أراى معك برميل كبير على التروسيكل ماذا تفعل به فقال الشاب متبسما ده سر يا أستاذ فقلت له بالله عليك أخبرنى ماذا تصنع بهذا البرميل . فقال أقوم بجمع بقايا الطعام الموجودة داخل صناديق القمامة إلى جانب جمع فضلات الطعام من المطاعم فقلت له وماذا تفعل بها قال لى . أبيع مخلفات المطاعم لأصحاب مزارع الأسماك وأصحاب مزارع البط والمربيين فى المنازل الكيلو ب ٤ جنيه فقلت له وهل يأكل البط مخلفات الطعام قال بعد عمر شهر يلجأ المربيين لوضع بقايا الطعام للبط والأوز فهو أوفر بكثير من ثمن الأعلاف وتزيد من أوزان البط والأوز .كما أنه طعام جيد للأسماك وأصحاب مزارع الأسماك يبحثون دائما عن بائعى فضلات الطعام ومخلفات المطاعم .
فقلت له كم تبيع يوميا من فضلات الطعام قال ممكن فى اليوم ٥٠ كيلو وأحيانا ١٠٠ كيلو . هنا توقف الحديث وتمنيت له التوفيق .
ومن هذا الحوار يتضح أن القمامة التى نعانى منها هى ثروة قومية إذا تم إستغلالها على الوجه الأمثل وتحقق عائد كبير لبعض الناس إلى جانب التخلص من المظهر السئ التى تسببها القمامة فى الشوارع
مطلوب من الدولة وضع صناديق خاصة توضع فيها فضلات الطعام بعيدا عن المخلفات الأخرى وبذلك نكون قد سهلنا عمل عمال النظافة إلى جانب منح هؤلاء الناس الذين بجمعون مخلفات القمامة فرصة فى كسب قوت يومهم.
*رمضان عبدالفتاح النجار كاتب وباحث
