فضيحة سياسية تهز لبنان: المنشد محمد هادي متهم بالتجسس لصالح إسرائيل

هادي سلم الموساد معلومات استخباراتية خطيرة من داخل حزب الله
كتب / محمد السيد راشد
أثارت تقارير صحفية إسرائيلية وعربية جدلًا واسعًا بعد الكشف عن أن المنشد اللبناني محمد هادي صالح، المعروف بأدائه الديني وكاريزمته الاجتماعية، متهم بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، الأمر الذي سبب صدمة واسعة في الأوساط اللبنانية، خصوصًا في البيئة الحاضنة لحزب الله.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن صالح “عميل تم تجنيده من قبل الموساد”، بينما وصفته قناة “الحدث” السعودية بأنه “ابن قائد في حزب الله وشقيق عنصر قُتل في الحرب”.
اتهامات رسمية في لبنان: تخابر وقتل مقابل المال
أفادت وسائل إعلام لبنانية أن القاضي فادي عقيقي، ممثل الحكومة في المحكمة العسكرية، قدّم لائحة اتهام رسمية ضد محمد هادي صالح، تتضمن اتهامات بالتعاون مع العدو الإسرائيلي والتورط في قتل مواطنين لبنانيين مقابل مبالغ مالية.
وتشير مصادر التحقيق إلى أن البداية كانت بشكوى احتيال مالي، لكنها سرعان ما تحولت إلى قضية تجسس بعد العثور على “محادثات مشبوهة” في هاتفه المحمول، يعتقد أنها بينه وبين عملاء من الموساد.
معلومات استخباراتية خطيرة: من داخل حزب الله إلى تل أبيب
وبحسب تقارير إعلامية، فقد أقرّ صالح أثناء التحقيق بأنه كان عضوًا في “الوحدة 4100” التابعة لحزب الله، وقد تلقى تدريبات ونفذ مهام في لبنان وسوريا، قبل أن يتحول إلى عميل.
وأفادت قناة “الحدث” أن صالح قدّم معلومات حساسة عن قيادات حزب الله ومواقعهم، وتسببت هذه المعلومات في مقتل العشرات من العناصر والقادة، مقابل ما يقارب 23,000 دولار.
“عملية الدراجات”: تفاصيل دقيقة حول تنقلات حزب الله
كشفت إحدى القنوات العربية أن صالح زوّد الموساد بمعلومات تفصيلية عن أنواع الدراجات النارية التي يستخدمها عناصر حزب الله، ما يشير إلى نية تنفيذ عمليات تفخيخ مماثلة لما سُمي بـ”عملية الدراجات”.
وأظهرت إحدى الرسائل المسربة قوله:
“في المناطق الجبلية أو على الحدود، يُمنع استخدام الدراجات النارية للوصول إلى الأماكن السرية”، مما يشير إلى معرفته الدقيقة ببنية الحركة.
صدى الحادث في لبنان: صدمة وغضب و”مشنقة في الضاحية”
أثار الكشف عن هذه المعلومات صدمة في الأوساط المؤيدة لحزب الله، خاصة بعد انتشار صور لصالح مع عناصر تمّت تصفيتهم، وقيل إنهم قُتلوا بناءً على معلومات قدّمها.
وفي رد فعل شعبي غاضب، نُصبت مشنقة رمزية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في رسالة شديدة اللهجة ضد من يُتّهم بالعمالة لإسرائيل، في ظل استمرار الغضب الشعبي.
إعلام حزب الله يعلّق: الموساد يحاول اختراقنا.. لكننا ننتصر
نشر الإعلامي البارز في قناة “المنار” علي شعيب منشورًا مطولًا على تلغرام، قال فيه:
“من الطبيعي أن يسعى الموساد لاختراق محيط حزب الله… لكن هذا لا يمثل إلا شخصًا واحدًا خان أمته، في مقابل آلاف يضحون بأنفسهم”.
ووصف شعيب القضية بأنها “جريمة فردية”، مؤكدًا أن من وصفهم بـ”العملاء لا دين ولا كرامة لهم”.
قضية مفتوحة على كل الاحتمالات
ورغم عدم وضوح تفاصيل القضية بشكل رسمي حتى الآن، تتفاعل الرواية الإعلامية بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن مصداقية التسريبات، وحقيقة الشبكة التي ينتمي إليها صالح، خاصة مع الإشارة إلى أن أولى اتصالاته مع الموساد بدأت من العراق في أكتوبر 2024، بالتزامن مع بداية العملية البرية للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
ومن المرجح أن تبقى هذه القضية مفتوحة على مزيد من التفاعلات والتطورات في الأيام المقبلة، في ظل الوضع الأمني والسياسي المتأزم في لبنان والمنطقة.