فوارق
قصة قصيرة / بقلم بسمة حمودة -بنت الشرق
دائما أستقل القطار ، ومعي كتاب يرافقني لا ألتفت ولا أخاطب غرباء …ويتركني الرفاق لكتابي ولكن يبدو ان عنوان كتابي “امريكا بين الجنة والنار ” جعل هذا الصغير شكلا وهنداما يسألني أو ربما يخبرني: أمريكا هتروح النار . أثارني وآسرني فابتسمت له متسائلة لماذا ؟ ،كانت نيتي إعجابي به وبوجهه الصبوح .قال لي: إسأل ماما كده ..امرته الأم بالسكوت ولكنه كان متمردا فقال: أيوه يا ماما أمريكا هي السبب إن بابا يموت شهيد .وهنا سكت ووجهه أظلم .. ولا أعلم لما خشيت القطار ولا أعلم هل كان رد فعل منعكس ام مقصود ،فوجدتتي أكرر جهارا أمريكا بين الجنة والنار.
استجابت طفله تكبره كانت في الكراسي المجاوره مقبلة تسأل: هو فيه مسلمين في أمريكا؟ أجبتها : نعم بالطبع .فسألت: اومال ليه رَجٔعُوا خالي من هناك ..ابتسمت لها متعجبة هل هي مستفهمة ام مستنكرة ، كما أن الإجابة ليست عندي إذا كانت لم تكن عند خالها .أعتقد إن السبب كان في توقيت الحدث ،والوقت لم يمهلني حتي اسألها متي هذا ؟ ،أسرع القطار بمحطتها وتركت سؤالي لم يسأل .شعرت ببرودة في أطرافي…فنهضت أبحث عن كرسي فارغ بجوار شباك مغلق ، وجدته عند ذاك الذي لا تعلم هل هو بالغا ناضجا أم لازال طفلا ..إستأذنته رحب فجلست ..دقائق ولمحته ينظر لي وكأنه يُعد نفسه يناظرني ..حقا مخيف هذا العمر وحقا حدثني
-تحبي تسافري امريكا
إجابته ببديهيه :Why not
-مفهاش محجبات
-غير صحيح ،أمريكا تهتم بالرأس وما يحتويه اكثر مما يعتليه .
ابتسم وأومأ رأسه بالاقتناع ، وكأن عينيه تعلن الفوز لي ، ثم عاد إلى عالمه المصنوع في تليفونه المحمول .
شعرت بالبرودة انتقلت إلى معدتي ..ذهبت لأقضي حاجتي ،وتركت كتابي مع أمتعتي ،عُدت وجدت أمتعتي دون الكتاب وكان القطار دون ركاب .
وحتي وقتنا هذا أتمني أن اعلم هل الكتاب معدما او مفقود ام لازال مستخدما ومقروء.
بسمة حمودة -بنت الشرق
كاتبه مبتدئه وباحث في مجال البيئه وسفير للمناخ