فورين بوليسي: خطة ترامب لغزة.. جنون سياسي واستحالة واقعية

 كتب – المحرر السياسي 

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي ترامب باستيلاء أمريكا على غزة بعد تهجير أهلها غضبا واسعا على كافة الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية حتى داخل أمريكا . وتتزايد بشكل كبير المعارضة لمقترحات ترامب التي وصفوها بأنها جنون وغير واقعية .

وفي ضوء ما سبق تبدو خطة ترامب لغزة بعيدة عن الواقع، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية. فالرفض الإقليمي والدولي، إلى جانب التحديات العسكرية، يجعل تنفيذها أمرًا مستحيلًا، ناهيك عن تداعياتها الأخلاقية والسياسية.

جنون محض

وعارضت مجلة فورين بوليسي واسعة الانتشار اقتراح ترامب وقالت بالنص :” هذا الاقتراح ليس مفلساً أخلاقياً فحسب، بل إنه جنون محض”.

وفيما يلي نص ما كتبته المجلة :

يصر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أن زعماء العالم، وحتى زعماء المنطقة، يدعمون خطته الخاصة بغزة، لكن الواقع يشير إلى العكس تمامًا. فالمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، أصدرت بيانًا بعد ظهور ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكدت فيه دعمها لحل الدولتين، وليس لأي خطة لنقل الفلسطينيين قسرًا.

وأيضا مصر والأردن، فقد أبدتا رفضًا قاطعًا لفكرة نقل الفلسطينيين إلى أراضيهما، حتى لو كان ذلك مقابل دعم اقتصادي أمريكي. حتى المستوطنون الإسرائيليون لا يؤيدون هذه الخطة، لأنهم يفضلون إعادة الاستيطان في غزة بدوافع دينية وقومية، وليس لتحويلها إلى منتجع سياحي تديره شركات أمريكية.

رغم ذلك، يواصل ترامب الإصرار على أن “الناس” يدعمون مقترحه، وربما يستند في ذلك إلى محادثات خاصة مع مقربين منه في مارالاجو. الخطر الحقيقي هنا هو أنه قد يسعى لإثبات صحة رؤيته، ما قد يدفعه إلى تبني سياسات تهدف إلى فرض واقع جديد في الشرق الأوسط، يرتكز على التطهير العرقي والاستعمار الجديد.

التحديات الأمنية والعسكرية
حتى من الناحية العملية، تبدو الخطة غير قابلة للتطبيق. فرغم أن القوات المسلحة الأمريكية قادرة على فرض سيطرتها على قطاع غزة، إلا أن ذلك سيكون مكلفًا من حيث الأرواح والموارد. كما أن حركة حماس لا تزال تمتلك ترسانة عسكرية قوية، ما يعني أن أي تدخل عسكري سيواجه بمقاومة عنيفة. والسؤال الأهم: هل يتوقع ترامب أن تسلم حماس أسلحتها ببساطة وتنسحب إلى سيناء؟