فوز مرشح المعارضة جون ماهاما بالانتخابات الرئاسية فى غانا واعتراف باوميا بالهزيمة
كتبت : د.هيام الإبس
فى تحول سياسى بارز، اعترف نائب رئيس غانا ومرشح الحزب الحاكم، ماهامودو باوميا، بهزيمته في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها بشدة يوم الأحد، جاء هذا الاعتراف بعد أن أظهرت النتائج فوز مرشح المعارضة والرئيس السابق، جون درامانى ماهاما، مما أثار احتفالات فى مختلف أنحاء البلاد، بما فى ذلك العاصمة أكرا.
قبل الإعلان الرسمى عن النتائج، تحدث باوميا للصحفيين، معبراً عن احترامه لقرار الغانيين بالتصويت من أجل التغيير، حيث قال: “لقد اتصلت للتو بفخامة جون ماهاما لتهنئته كرئيس منتخب لجمهورية غانا”.
كانت هذه الكلمات تعكس روح الديمقراطية التى تميزت بها الانتخابات، رغم الأزمات التى تواجهها البلاد.
وأجريت هذه الانتخابات فى وقت كانت غانا تعانى من أسوأ أزمة فى تكلفة المعيشة منذ جيل، مما جعلها اختباراً حقيقياً للديمقراطية فى منطقة شهدت العديد من أعمال العنف والانقلابات.
كان باوميا، الذى يمثل الحزب الوطنى الجديد الحاكم، فى موقف صعب حيث حاولت حكومته معالجة الأزمات الاقتصادية التى نشأت فى عهد الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو أدو.
يأتى فوز ماهاما فى وقت يتزايد فيه الاتجاه العالمى نحو دعم أحزاب المعارضة، حيث شهدت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا تغييرات مماثلة.
وقد شغل ماهاما منصب رئيس غانا بين يوليو 2012 ويناير 2017، وعاد اليوم ليخوض معركة انتخابية ناجحة.
وخلال حملته، وعد ماهاما بـ “إعادة ضبط” البلاد على مختلف الأصعدة، محاولًا جذب الناخبين الشباب الذين يرون فى التصويت وسيلة للخروج من الأزمات الاقتصادية، ويبدو أن هذه الرسالة وجدت صدى جيد مع الناخبين، مما ساهم فى فوزه الساحق.
وهيمنت الصعوبات الاقتصادية فى غانا على الانتخابات، فى وقت تواجه البلاد تضخماً ومستوى دين عالياً، ما اضطرّها إلى اقتراض 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولى.
وتعتبر غانا أكبر منتج للذهب فى القارة ومصدراً رئيسياً للكاكاو، ونموذجاً للاستقرار فى منطقة هزّتها الانقلابات والتحديات الدستورية وحركات التمرّد.
ومع انتهاء الانتخابات، تتجه الأنظار الآن نحو تشكيل الحكومة الجديدة وما يمكن أن تقدمه من حلول للأزمات التى تعصف بالبلاد.