أراء وقراءات

فوضى ” الأكشاك “

بقلم / الفنان أمير  وهيب

” كوشك ” كلمة تركية و فارسية ، و معناها باختصار شديد القصر ( بيت له مواصفات ) ، و لكن شاءت الظروف أن يكون اول مكان بيع ” صحف ” في اول القرن العشرين في أوروبا ان يحمل هذا الاسم و منه انتشر في سائر الدول.

وكان يحمل نفس الاسم و لكن على حسب نطق كل دولة فمثلا في فرنسا يقال ” كيوسك ” و عند وصوله الولايات المتحدة كان يعرف ب ” نيوز ستاند ” لأنه في الأساس هو مكان لبيع الجرائد و المجلات.

مع مرور الوقت ، اصبح هذا ” الكوشك ” يبيع  اكياس مأكولات خفيفة ومشروبات واصبح له ” تصميم ” وشكل معين.

و الكوشك اصبح له وظيفة إيجابية ويلبي احتياجات ،والجمهور أقبل عليه لما يتمتع به من سهولة شراء هذه السلع أثناء حركة المارة على الرصيف.

حتى وصل مصر و اشتهر على انه ” كشك سجاير ” و الكلمة تكتب ” كشك ” ( بضم الكاف ) و بعد فترة ظهر بجانبه صندوق من الصاج و الحديد يضاف اليه ألواح من الثلج عرف هذا الصندوق على انه ” الثلاجة ” ومحتوياتها زجاجات المشروبات الغازية.

ومع زيادة عدد السكان الرهيبة في مصر مع عدم استكمال التعليم اصبح مشروع كشك هو من ضمن احلام فئة من المصريين عددهم بالملايين.

وهنا ظهرت مشكلة تتفاقم مع مرور الوقت ، لأن تصريح ” الكشك ” المعمول به حاليا هو نفس التصريح منذ ما يقرب من مائة عام.

وهو عبارة عن تصريح بناء هذه المساحة الصغيرة على الرصيف منذ أن عرفت مصر الكشك و هو حاليا يتعارض مع متطلبات الكشك لانه في تطبيقاته العملية هناك تجاوزات غير مقبولة وتصل في بعض المناطق الي احتلال الرصيف و الشارع بالكامل بموجب هذا التصريح.

لأن ما يحدث فعليا هو بناء هذا البناء الخشبي ذو الأبعاد القصيرة الصغيرة ، ثم بعد ذلك ، يضاف الثلاجات الكهربائية العديدة بجانبه ومعها كم غزير جدا من ” كراتين ” أكياس المأكولات والمشروبات.

ثم يصبح هذا المكان بهذا الشكل عشوائي ليس له حدود و معالم و بالتالي من المستحيل اغلاقه عن طريق باب لانه غير مصمم لإمكانية إغلاقه فيكون الحل أن يكون هذا المكان في حالة عمل دائم و لمدة ٢٤ ساعة يوميا ويتناوب أصحاب الكشك في الجلوس و النوم بجانبه.

أضف الي ذلك الازعاج و المخلفات الناتجة عنه مع احتلال الرصيف و الشارع.

الإحصائيات تقول أن عدد هذه الاكشاك في مصر هو رقم بالملايين و هم سبب رئيسي في قذارة الشوارع والازعاج وتكدس المرور.

كشك في دول خارجية
كشك في مصر

 

وهنا اتقدم باقتراح الي رئيس مصر لأن وزير التنمية المحلية يقول أن هذه ليست مسؤوليته والإقتراح هو :

١ – تعديل التصريح على ان يكون مرتبط بوضع تصميم ملائم جديد بحيث أن تكون مساحته هي نفس مساحة اكشاك عواصم سائر الدول و يشمل ثلاجة وأماكن الاكياس والمشروبات مع حتمية إمكانية إغلاقه ومع الأخذ في الاعتبار ، وهو بند اختياري ، أن الاكشاك في مصر لا تبيع الصحف والمجلات.

٢ – أن يكون ملزم هذا البناء و بهذا الشكل و التصميم عند استخراج التصريح و أن يخصص له مكان مناسب على الرصيف في مكان محدد و ان يراعى مثلا ان لا يكون عند مدخل عمارة على أن يكون شباك معاملة البائع مع الجمهور في اتجاه الرصيف و ليس اتجاه الشارع.

٣ – غير مسموح بإضافة اي عنصر خارج الإطار المرسوم و أن يكون له فترة عمل محددة بمواعيد و يجب أن يغلق بعدها.

٤ – اي اخطاء لابد أن تحرر مخالفة و اي تقاعس من موظفين البلدية او تهاون يعاقب الاثنين معا.

و في تكرار المخالفة يغلق هذا الكشك فورا.

٥ – أن لا يكون هناك كشك في محيط آخر بمساحة كافية يتفق عليها.

لأن ما يحدث حاليا في مصر من فوضى ” الاكشاك ” هو أمر وصل الي حد الانفلات و فوضى مزعجة غير مقبولة و صورة مرفوضة سياحيا.

الصور المنشورة اعلاه توضح الفارق الكبير بين الأكشاك في مصر والأكشاك في دول كبرى سياحية.

أمير وهيب 

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.