احدث الاخبارفلسطين

فوضى المساعدات في غزة: تعليق التوزيع وسط تحذيرات أممية من “كارثة محققة”

كتب / هاني حسبو 

أعلنت مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة تعليق توزيع المساعدات في قطاع غزة اليوم الأربعاء، وسط تصاعد التحذيرات من انهيار أمني وإنساني، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على الإمدادات.

وقالت المؤسسة في بيان إنها طلبت من الجيش الإسرائيلي “توجيه حركة المشاة بطريقة تقلل من مخاطر الارتباك أو التصعيد” قرب المواقع العسكرية، إضافة إلى “تعزيز التدريب ووضع إرشادات واضحة لدعم سلامة المدنيين”. وأكد متحدث باسم المؤسسة أن “أولويتنا القصوى هي الحفاظ على سلامة المدنيين المتلقين للمساعدات وكرامتهم”.

في المقابل، حذر متحدث عسكري إسرائيلي المدنيين من التحرك في المناطق المؤدية إلى مواقع توزيع المساعدات، واصفًا إياها بـ”مناطق قتال”.

توزيع محدود في ظل تصعيد عسكري

لا تزال المساعدات الإنسانية التي ترد إلى قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، تُوزّع عبر ثلاثة مواقع فقط، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متجدد منذ أواخر مايو الماضي. وتشرف على العملية مؤسسة “غزة الإنسانية”، بدعم من شركات أمن أمريكية خاصة، وهو ما أثار انتقادات من وكالات الإغاثة التي اتهمت هذا النموذج بـ”عسكرة المساعدات”.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت صباح الأربعاء مدرسة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، لترتفع حصيلة القتلى في اليوم ذاته إلى 21 حتى الآن.

مشاهد فوضوية وصدمات إنسانية

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا وإصابة العشرات في محيط موقع توزيع مساعدات تابع للمؤسسة يوم الثلاثاء، بينما ذكرت المؤسسة أن الحادث وقع بعيدًا عن موقعها المباشر.

في الوقت نفسه، وصف شهود عيان مشاهد فوضوية في نقاط التوزيع، حيث لم يكن هناك تنظيم أو إشراف كافٍ، وسط تدافع الحشود للحصول على المساعدات دون تحقق من الهويات أو ضبط للأمن.

انتقادات أممية وتصويت مرتقب بمجلس الأمن

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الوضع الحالي “أمر غير مقبول”، مضيفًا: “المدنيون يخاطرون بحياتهم، ويفقدونها في حالات كثيرة، وهم يحاولون فقط الحصول على الطعام”. ووصف نظام توزيع المساعدات الذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه “كارثة محققة، وهذا بالضبط ما يحدث”.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ويطالب بالسماح الكامل بوصول المساعدات الإنسانية إلى أنحاء القطاع، الذي يواجه أزمة إنسانية خانقة مع تحذيرات من مجاعة وشيكة بعد حصار استمر 11 أسبوعًا.

مؤسسة حديثة تواجه اختبارًا قاسيًا

تأسست مؤسسة “غزة الإنسانية” مؤخرًا، وبدأت عملياتها داخل القطاع قبل نحو أسبوع، وصرّحت بأنها وزعت أكثر من سبعة ملايين وجبة عبر ثلاثة مواقع توزيع وصفتها بـ”الآمنة”. ووجّه المدير التنفيذي المؤقت للمؤسسة، جون أكري، نداءً إلى العاملين في المجال الإنساني في غزة قائلاً: “تعاونوا معنا وسنوصل مساعداتكم إلى من يعولون عليها”.

وسط كل هذه الفوضى والدماء، يبقى المدنيون الضحية الأبرز، والمساعدات التي يفترض أن تنقذهم، باتت تهدد حياتهم قبل أن تصل إلى موائدهم.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى