فوضى ونهب فى أسواق شرق النيل بالعاصمة الخرطوم

كتبت : د.هيام الإبس

 

فوضى ونهب فى أسواق شرق النيل بالعاصمة الخرطوم

تحولت أسواق محلية شرق النيل بالعاصمة الخرطوم إلى حالة من الفوضى والنهب من مجموعات تابعة لقوات الدعم السريع، كما توسعت رقعة الانتهاكات بحق المدنيين من هذه القوات مع تقدم الجيش إلى شرق العاصمة، ويعتزم الجيش الوصول إلى محلية شرق النيل من عدة اتجاهات، تشمل الخرطوم بحرى، وكبرى سوبا، وشرق الجزيرة، ما يعنى إنهاء سيطرة قوات الدعم السريع على المحلية، ومارست قوات الدعم السريع انتهاكات وعمليات تهجير قسري بحق المواطنين فى قرى محلية شرق النيل طوال فترات سيطرتها على المنطقة، التى تفصلها عن مدينة الخرطوم جسر المنشية وكبرى سوبا.

 

وقد تتغير رقعة الحرب وحسابات السيطرة فى السودان بسرعة كبيرة، إثر القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، فى ولايتى الخرطوم والجزيرة.

 

قد أفادت مصادر عسكرية، “، بأن جيش “سلاح المدرعات” جنوب العاصمة الخرطوم، وصل الأربعاء، إلى مقر “سك العملة”، ويزحف تجاه مقر “الاستراتيجية العسكرية”، وجسر “الفتيحاب” الذى يربط مدينتى الخرطوم وأم درمان.

ووفقاً للمصادر العسكرية، فإن عناصر الجيش السودانى، استولت على حى “الرميلة” جنوب الخرطوم، واقتربت من الالتحام بقوات الجيش فى منطقة “المقرن” وسط العاصمة الخرطوم، وقالت إن قوات “الدعم السريع”، حشدت قواتها وآلياتها القتالية، لعرقلة انفتاح الجيش السودانى على وسط العاصمة الخرطوم.

لذلك، عززت قوات “الدعم السريع”، قواتها العسكرية فى محيط “القصر الرئاسى”، وجميع المؤسسات والوزارات الحكومية فى قلب الخرطوم.

ولا تزال قوات “الدعم السريع”، تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها، “القصر الرئاسى”، و”جياد الصناعية”، و”مطار الخرطوم”، و”بنك السودان المركزى”، و”برج شركة زين للاتصالات”، و”برج الفاتح”، ومبنى “رئاسة الوزراء”، ومنطقة “السوق العربى”، و”أرض المعسكرات سوبا”، “المدينة الرياضية”.

 

كما تسيطر على معسكر “الدفاع الجوى”، ومقر “الاحتياطى المركزى”، ومعسكر “طيبة”، ومقر “جهاز الأمن والمخابرات”، ومبانى “معهد الاستخبارات العسكرية”، وأكاديمية “الأمن العليا”، وإدارة “العمليات الخاصة”، ومقر “الشرطة العسكرية”.

تقدم ومناورات

فى المقابل، وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السودانى، مدينة “الكاملين” من قبضة قوات “الدعم السريع”، بعد معارك ضارية باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، استمرت لعدة أيام.

بينما أعلن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، فى خطاب متلفز، ليل الثلاثاء، الاقتراب من جسر “سوبا” الواقع شرق العاصمة الخرطوم.

ومنذ 13 يناير الماضى، استأنف الجيش السودانى عملياته العسكرية بولاية الجزيرة وسط السودان، حيث تمكن من السيطرة على مدن “رفاعة”، وتمبول” بشرق الجزيرة، بالإضافة إلى مدينة “الحصاحيصا” شمال ولاية الجزيرة.

كما سيطر الجيش السودانى، أيضاً على مناطق “العيلفون، وأم ضواً بان، والعسيلات وغيرها من المناطق الواقعة فى محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.

فى المقابل، أفادت مصادر عسكرية، بأن قوات “الدعم السريع”، شنت هجوماً كاسحاً على قوات الجيش السودانى، والقوات المتحالفة معه، على منطق شرق النيل، وعرقلة محاولة التقدم إلى داخل العاصمة الخرطوم.

ووصف الخبير العسكرى، فخر الدين يوسف، المشهد العسكرى حالياً بأنه يشهد حالة تعقيد كبيرة، فى ظل تقدم الجيش السودانى فى ولايتى الخرطوم والجزيرة، وإدخال قوات “الدعم السريع” آلاف العربات القتالية المصفحة والمقاتلين إلى العاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية.

وأوضح يوسف، أن “الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، الجيش السودانى يعتزم استلام كامل ولايتى الخرطوم والجزيرة من خلال تكثيف عملياته الحربية، وقوات الدعم السريع، تسعى للمحافظة على العاصمة الخرطوم خاصة المنشآت العسكرية، والمقرات السيادية التى تسيطر عليها بأى ثمن”.

وأضاف “قوات الدعم السريع، نفذت عملية انسحاب منظم من بعض المناطق فى ولاية الجزيرة وبحرى وحشدت كامل قواتها داخل العاصمة الخرطوم”.

 

معركة كسر العظم

 

فى الأثناء، قال الكاتب والمحلل السياسى، أنور سليمان، إن “التطورات الميدانية المتسارعة، مؤشر على أن المعارك فى العاصمة الخرطوم وصلت مرحلة كسر العظم”.

وأضاف سليمان ، أن هذه التطورات قد تفرض على قوات الدعم السريع التقوقع غرباً (دارفور)، أو أن تصمد وهذا يعنى أن العاصمة ستبقى جزءاً من ميدان الحرب الطويلة.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسى، عبد المنعم عبد الله أن “هذه التطورات تفيد بتغير الوضع الميدانى كُلياً وهو تحول بدأ من شهر سبتمبر الماضى عندما استعاد الجيش (جبل مويا) وتقدم فى ولاية الجزيرة وخاصة شمالها ما يمكن من محاصرة الخرطوم من الجنوب والشرق”.

وأضاف عبدالله،”هذا إذا أضفنا له سيطرة الجيش السودانى على مدينة برى شمال الخرطوم، لتصبح قوات الدعم السريع الموجودة فى الخرطوم تحت حصار من ثلاثة اتجاهات وليس أمامها سوى الخروج منها”.

ويخوض الجيش السودانى، و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

فوضى ونهب فى أسواق شرق النيل بالعاصمة الخرطوم 1

Exit mobile version