الصراط المستقيم

فى بيت الحبيب .. حال النبى مع أهله

بقلم – وليد على

جعل الله عز وجل البيت سكن وجعل شعاره الموده والرحمه قال تعالى( وجعل بينكم مودة ورحمه )ولكن الذى ينظر اليوم داخل البيوت التى اصبحت لا يصدر منها الا الشجار والصراخ الا ما رحم الله وعصم بل ربما تجد جرائم و ربما منها القتل بين الازواج وربما تفزع حنما تنظر فى سجل محاكم الاسرة من هول عدد قضايا الطلاق والخلع والخلافات بين الزوجين والسؤال هنا اين ذهبت الموده والرحمه التى كانت شعار للبيت المسلم …

وللاجابة على هذا السؤال يجب اولاً ان نسأل عن حال أهل هذا البيت كيف حالهم مع الله وما مدى علاقتهم بدينهم وحسن اتباع نبيهم ..

ولكن ربما كان منا من يقول وما علاقة الدين وحسن الاتباع بما يجرى الان بين الازواج ؟؟

نقول له هنا تكمن المصيبة لان هذا الرباط الذى ربط هؤلاء الازواج بعضهم ببعض لم يكن رباط من قبل البشر بل كان رباط وميثاق خلقه الله وجعل له حدود لا يجب ان نتعدها بل وأمر الله عباده ان يحافظوا عليه ولنا فى رسول الله أسوة حسنه والله أنه لعجب عجاب ان ترى الحبيب صلى الله عليه وسلم واحتمل هم الدين والامه وهموم المسلمين ولكن لم يمنعه ذلك كله على ان يكون زوج حنونا طيبا رقيقا

والله وترى اعجب من ذلك اذا ما نظرت الى داخل بيت النبى صلى الله عليه وسلم وترى كيف كان بابى هو وأمى حنون رقيق طيب هين لين سهل مع أهله كما وصفته أمنا عائشة رضى الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلًا من رجالكم إلا أنه كان ضحَّاكًا بسَّامًا، كان بشرًا من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاتَهُ، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم، كان يكون في مهنة أهله – تعني: خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)

بل انظر الى النبى وهو يضحك ويداعب زوجاته تقول عائشة رضي الله عنها: ((فكان عندنا خزيرة – وهو طعام يُتَّخذ من دقيقٍ ولحم، يقطع اللحم صغارًا، ويصب عليه الماء، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق – فقالت لسودة: كلي، فقالت سودة: لا أريد، فقالت السيدة عائشة: لتأكلن أو لألطِّخنَّ وجهكِ، فأبَتْ سودة أن تأكل، فأخذت عائشة من الخَزيرةِ، ولطخت وجه سودة، والنبي جالس بينهما يضحك، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رجله عن حجر سودة؛ لتأخذ سودة بثأرها من السيدة عائشة))، وفي رواية: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم هـو من أخـذ من الخزيرة، ووضعها في يد سـودة، وقال لها: الطخي وجهها، والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك بينهما))

هذا هو نبيكم صلى الله عليه وسلم أيها الناس، الرجل الذي يقود الأمة، ويحمل همَّ الدعوة وإصلاح المجتمع، ومع هذا كله لم يمنعه ذلك الضحكَ والمُزاح مع أهل بيته، أين هذه الأخلاق في بيوت المسلمين اليوم؟ بعض الرجال تراه خارج البيت يضحك ويمزح مع أصدقائه ومع الناس، لكنه إذا دخل بيته تغيرت شخصيته، فلا تراه إلا متأفِّفًا متضجرًا، لا يعرف الضحك والابتسامة، مع أن أهله في بيته هم أوْلَى الناس بالبشاشة، والمعاملة الطيبة، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا جانب الضحك واللطف بين النبى وازواجه ولكن هل وقع خلاف بين النبى وزوجاته وكيف كان يفعل النبى مع زوجته اثناء الخلاف؟؟

حدث خلاف بين النبي  وعائشة ـ رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط “عمر غليظ”.  قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله  رسولاً إلى أبي بكر  فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا. فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم  وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق(اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره  خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما”.

بل انظر كيف حل النبى هذا الامر بين زوجاته دخل الرسول  ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟ قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى..

بل انظر مدى الحب بينه وبين أمنا عائشة وهي تقول ذات مرة – لما أذن لها في النظر إلى الاحباش وهم يلعبون في المسجد-: “فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده” – وأطالت النظر- فقال لها “حسبك”، قالت عائشة: فقلت: “يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: «حسبك» فقلت: «لا تعجل يا رسول الله» قالت: «وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساءَ مقامُه لي ومكاني منه»

بل تعجب حينما تنظر الى النبى صلى الله عليه وسلم ودخل الى بيته كحال أى زوج رجع الى بيته يرجوا الراحه بعد عناء يوما طويل من كدا وعمل يروى الامام البخارى من حديث رسول الله مع ام المؤمنين يقول  تحدث عائشة رضي الله عنها  بالقصة  فتقول للحبيب صلوات الله وسلامه عليه: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا.

جلست تقص عليه وهو يستمع اليها وهى تحدثه عن حديث احدى عشر امرأة عن ازواجهن

والحديث طويل وفى نهايته قَالَتْ عَائِشَةُ: فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِى زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» وفي رواية: إلَّا أَنَّهُ طَلَّقَهَا وَإِنِّي لَا أُطَلِّقُكِ”.

وأجابت هي رضي الله عنها عن ذلك جواب مثلها في فضلها وعلمها وحكمتها، فقالت: ” بَلْ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي زَرْعٍ ” وفي رواية: “بِأَبِي وَأُمِّي لَأَنْتَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ”.

هذا ما كان عليه رسول الله من رقة وحب لازواجه لم يكن ساخط ولا فاحشن ولا بزيءبل كان صلى الله عليه وسلم كريماً ودودا رحيما … اللهم ارزقنا حسن اتباع نبينا الكريم صلوات الله عليه وعلى ال بيته الكرام .

 

وليد على

المحرر بكتاب الجمهورية

مدير تحرير جريدة وموقع وضوح الاخبارى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.