فى شركتنا .. مقاول .. بقلم : الدكتور حسين ربيع

فى شركتنا .. مقاول .. بقلم : الدكتور حسين ربيع 1

جلست أمامه وانا “مبحلق” وعينيه “مفنجله” ….. من الاندهاش …. كان المقاول فهيم  يبدو غير مكترث بالنقاش الحامى والمواصفات والطلبات التى انهالت علينا من كل مساهم وموظف فى الفرع الرئيسى الوحيد المتبقى من شركتنا وسلسلة المطاعم العريقة… بالمسقعة المتميزة….. وقعت فى مطبات كتيرة لوحدى …… طبعا لا انكر دور “فتيحة” الحمار معايا …..  ولكن تضحياتى لا ينكرها الا جاحد ….. وللأسف كتروا قوى أمثال “لماضة” …. مش عارف متى يغوروا فى داهية ….. مش شايفين كيف كان  من  قبلهم  من  عبرة وعظة…. اتحطموا على صخرة لاتنكسر من ارادتى …… الله يرحمه كبيرنا فصل المئات منهم فى وقت واحد …. هؤلاء لايتعلمون من التاريخ…. توقفت عن السرحان ورجعت بعينى على المقاول وهو مطلع  تذكرة قطار قديمة من جيب السديرى تحت القفطان وعاملها قرطاس صغير وبيلعب بيه فى ودانه ….كأنه واثق من نفسه قوى؟!!!! ….. ورجعت أفكر من جديد .

زحمة كلام و أفكار واقتراحات وحبشتكات…. اول ما اتسرب خبر اننا عايزين نبنى غرفة وحمام جديد فى “مسقط” العمارة …. بينى وبينكم كل ده عشان “فتيحة” لا ينحشر فى الباب…. ولقيت طلبات كثيرة وكلام وسلام ومصالح وكدهون…. أولهم “أبو طويلة” طالب ان السقف يكون عالى حتى لا يضطر يخفض رأسه فى الحمام !!!! ….

شرحت له طبعا ان التكلفه ستزيد بالتأكيد… وان البناء سيتم من عموم فلوس المساهمين …. واننى لا أمانع طبعا فى اى مصلحة لأى مساهم … ولكن عليه هو “ابوطويلة” أن يتكفل بالزيادة من ماله الخاص حتى لانظلم باقى المساهمين تأسيا برسول الله صلى عليه وسلم…… بصراحة… الراجل شكرنى بكل أدب واحترام …. وبكى متأثرا متهما نفسه بالأنانيه وظلم الآخرين …. قمت بدورى طبعا كعادتى … طيبت خاطره وحذرته من جلد الذات….. وفهمته ان احنا دايما بجواره … نلطشه على قفاه اذا حاول ان يستفيد من غيره بدون وجه حق.

طبعا كله كوم …… و”لماضه” كوم …. فعلا طلع ميتين صبرى كله …. اولا…. اتهمنى ان أنا عينت المقاول ده مخصوص لأنه نسيب “فتيحه” ولم نكن نحتاج تعيين مقاول  بمرتب عالى لمدة  لمدة سنة قبل التنفيذ!!! ….. شرحت له بكل هدؤ خطورة المرحلة اللى فيها الشركة والتربص بيها من الكارهين والمنافسين …. وضرورة اننا نستوثق من أى دخيل علينا …. وان احنا كان لازم نربطه معانا لأنه اصلا كان هناك اشاعة ان   المنافس اللدود والمساهم السابق لنا “ابوجلمبو” كان ممكن يتعاقد مع المقاول  “فهيم” … وان مش مهم التكلفة … المهم الانجاز … أيوه الانجاز يا لماضة ياحبيبى…. يا لماضة يا خوية …. الانجاز.

تفتكروا سكت… أبدا … أصلا لماضة كان مسحوب من لسانه وهو بيشرفنا فى الدنيا ساعة الولادة….  سألنى عن سابقة أعمال للمقاول فهيم….. أجبته عما كان مذكورا فى تاريخه الوظيفى…. من عمارة “الايموبليا” … وعمارات “الظاهر” الضخمة …. قبل بناء كومباوند جديد…. تعجب الواد لماضة قوى بدل ماينخرس بعد اجابتى الشافية والوافية ….. قال ايه كيف كان ذلك والعمارات دى موجودة  قبل مولد المقاول بعشرات السنين؟!!!….. الواد لماضة من يومه تربية حوارى وانتاج طرش بحر!!!!

يا لماضة يا ابنى ليس من وظيفتنا اتهام الناس والتفتيش فى ماضيهم ونواياهم واصلهم وفصلهم … ألم تسمع قول حبيبك عن ابى هريرة رضى الله عنه

” إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم

ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم….”

بصراحة بهت “لماضة” وبلم …. كأن اصابته “نقطة” فأسكتته……. المهم استفقت مرة أخرى للحديث الداير أمامى بين المقاول وباقى الزملاء …. ولقيت لماضة بيسأل متعجبا…. عن عدم اهتمام المقاول بطلبات ومواصفات بيطلبها زمايله عن الحمام والغرفة الجديدة …. وان المقاول اللى بقاله معانا سنة كاملة بيدعى ان مهمته ممكن تخلص فى أربعة أيام بسسسس!!!!… انا نفسى حسيت ان جردل ميه ساقعة نزل على نافوخى …. مش بس على حكاية أربعة ايام بسسسس  ولكن على أم الثكة اللى بيرد بيها و هو بيضغط على السين …. طبعا لم أتركه الى لماضة …. ده ممكن يأكله بأسنانه ….. طلبت منهم فورا الاستعداد لصلاة العشاء….. بصراحة دى الميزة الوحيدة فى “لماضة” …. ساعة الصلاة …. بيوقف مناهدة مع اى حد كأنه لايعرفنا…… ثم بخفة وذوق ملت على المقاول وسألته…. يعنى ايه اربعة ايام بس يا حاج فهيم ….. ده الدنيا اتخلقت فى ستة؟!!!!…..

رد عليا الأونطجى القاسى… بعد سنة معانا قابض واكل شارب!!!!….   كأنه بيضربنى فى سكينة فى قلبى …… ويقول

” انا … مقاول …. هدم !!!!!!”

 

Exit mobile version