أراء وقراءاتاقتصادالعالم

فى شركتنا …. وفاء.. بقلم: الدكتور حسين ربيع

فى شركتنا .... وفاء.. بقلم: الدكتور حسين ربيع 2
صورة تعبيرية من النت

عطست بشدة وتناثر الرذاذ من أنفى وانقبض جفناى برد فعل لم أستطع أن أمنعها …… حاولت مراراً قبل ذلك أن أفتح عيناى أثناء العطس ولم أفلح !!!!   تعجبت فى نفسى من نفسى  وهى تغفل وتصر على اغلاق العينين فى لحظة قد تكون ثمينة وكافية لانقلاب الموازين …. خاصة والصراع على أشده بين الشركة المستهدفة من مفتشى الصحة من خارجها والمتسربين اليها من عمالها ومساهميها ..

وتساءلت مرة أخرى متعجباً……. لماذا نعجز عن فتح عيوننا أثناء العطس ؟!!!!!…….. ربما لحظات كتلك هى كافية لتسرب الى شركتنا  أمثال “لماضة” و”أبو جلمبو” والحاج “سطوحى” !!!!…. لم يمنعنى التأمل بعمق من أن أمسح بكم الجلباب الأيمن فتحة أنفى اليسرى وقد سدها المخاط …..وأنا أرمق بعيونى المفتوحة  الواد “لماضة” جالساً أمامى يرمقنى بعيونه الجريئة …. وتأملت فى هندامه المتسق وشياكته المعهوده وفى بدلته الأنيقة وكرافتته المربوطة بعناية..وقميصه الأبيض الناصع أول لبسه كما يعتاد… ولقد اخترقت “نخاشيش” أنفى عطره المميز النفاذ …. كأنه يستفزنى ويبارز أعضاء مجلس الادارة جميعاَ…… لاشك أننى اليوم “سأكرشه” من الشركة وأتخلص من هيئتة وهندامه الذى لايتناغم  مع فكرة الشركة الأصيلة فى انتاج ” المسقعة” المميزة …. أنا لا أنكر نجاح أبو لماضة فى تسويق”المسقعة”  فى النوادى الراقية والفنادق الفخمة وقدرته على امتلاك موهبة مميزة فى التعامل مع روادها …. ولكن هذا لايمنع استيائى الشديد من وجوده فى شركتنا …. واعتتاده بنفسه وشعوره برفعته ……لاشك أنها فرصة ثمينة لاقتناص طرده من الشركة ليلحق بمن سبقوه….

كنت أعددت العدة بفريق تحقيق محترف لأمثال هؤلاء المتأنقين……….. نظرت عن يمينى الى “هريدى” وقد أضحكتنى الخرقة التى صنع منها كرافتته البالية ومرتدياً  قبقابه الخشبى وممسكاً  بيديه ملف “لماضة” وفيها دلائل وقرائن علاقاته بأبوجلمبو ورفاقه …. وعن يسارى كان الواد الحمار “فتيحة” كاتم أسرارى وذراعى اليمين ذو العقل الجهنمى والفكر الشيطانى ….. الذى طالما أخرجتنى أفكاره من أى ورطة تواجهنى ….. كان هذا الأبله يداعب ذبابة تطير بالقرب من جبهته بينما ينفخها هو بتركيز لمنعها من الوقوف على أنفه القذر…… سكونا شديدا دام لدقائق قبل بداية جلسة التحقيق مع “لماضة” وكنت وقتها اشعر بنشوى الانتصار  وملل الانتظار للتخلص من كل لماضة ….. سكونا لم يقطعه الا صوت الترام أبودورين وهو يرج بخفة شباك المكتب فى وقت الظهيرة …….. أردت أن أبادره بسؤال مفاجىء يكشف سريرته …… ما رأيك فى أبوجلمبو ؟؟……….

” ابن كلب” ……..!!

…..أعترف بأن رده المفاجىء قد لخبط كيانى وأفسد خطتى واصابنى بحيرة لم  أتوقعها….. سألته بصوت مرتعش يعكس مشاعرى وذهولى ….

ماذا قلت؟………..

“ابن كلب” ….

قالها واضحة مؤكدا وهو يضغط على السين كأنه كشف مافى داخلى وتعرف على الملعوب المنتظر له ….. خرجت الكلمات من فمه واثقة بانتصاره بالضربة القاضية على فريق المحققين برئاستى شخصياً…… لم يناور أو ينقل الحوار على أحداث شهدها الجميع على نزاع السلطة داخل الادارة …. بصراحة تملكنى الغضب منه أكثر وأكثر واضطررت أن أستنجد بفتيحة الذى خذلنى وظل مصراً على نفخ الذبابة أعلى  رأسه …. أما هريدى فقد كان يكتب محضر الجلسة القصير ويطلب من “لماضة” التوقيع على “لستة” الجزاءات المؤلمة من خفض  فترة خبرته ودرجته الوظيفية فى الشركة الى عقوبات تأديبية تعجيزية….. وقع “لماضة” عليها بكل سهولة وأريحية بابتسامته الواثقة ……. كانت المفاجئة الأخيرة لى من الواد الحمار “فتيحة” وقد وقف  مخاطباً اياه وكنت أظنه لاهياً طول الوقت مع ذبابتة الحمقاء ….يقولها فاتحاً يديه كأن لماضة راجع من الحجاز …. وكرشه السمين يهزه يميناً ويساراً

” مبنوك يانماضة ….. مبنوك وأنف مبنوك …. النهانده انت أثبت ان فى شنكتنا ………………. وفاء” !!!!

أعجبتنى ملحوظة الحمار “فتيحة”…. لقد استطاع أن يحول الهزيمة نصراً وفتحاً على المناوئين جميعاً ……….

وليعلموا أنه لابديل لمن

طلب حسن الجزاء …. الا باظهار الوفاء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.