السودانشئون عربية

فيديو لأشهر مُعَلم فى السودان.. يشعل مواقع التواصل حزناً

كتبت : د.هيام الإبس

فى مشهد يقطر حزناً ويُجسِّد حجم المعاناة التى خلّفتها الحرب الطاحنة فى السودان، ضجّـت مواقع التواصل الاجتماعى بمقطع مُؤثِّر لمُعَلم سودانى شهير يُدعى مهاجر عبد الرحمن، يدرِّس فى فصل خالٍ من التلاميذ بمدرسة فى منطقة الكدرو شمال العاصمة الخرطوم.

وأظهر الفيديو القصير، الذى لا يتعدى الدقيقتين وثانية واحدة، المُعَلم ، الذى اشتاق لتلاميذه الذين شرّدتهم الحرب، وهو يلقى دروسه فى الفصل المهجور، محاولاً الحفاظ على بصيص الأمل فى عودة طلابه إلى مقاعدهم.

فيما وصف أحد المتفاعلين مع المقطع، تصرف الأستاذ بأنه “ملحمة” ينبغى أن تُدرّس، مُشيراً إلى أنّ تصرفات مثل هذه، تعكس المشاعر الأصيلة والتفانى الذى يتحلى به بعض المعلمين الذين يضعون مستقبل الطلاب نصب أعينهم، فهؤلاء الطلاب هم رجال الغد المشرق، حسب تعبيره.

فيديو لأشهر مُعَلم فى السودان.. يشعل مواقع التواصل حزناً 2

كل الخرطوم تعرف المُعَلم العظيم 

كما علّق آخر قائلاً: “هذا هو المعلم الذى ينطبق عليه القول (كاد المعلم أن يكون رسولاً)، نُوجِّـه له كل التحايا والاحترام والتقدير”.

وذكر شخصٌ ثالث فى تعليقه بمناسبة يوم المعلم شكره للأستاذ مهاجر قائلاً: “لا أظن أن هناك أحداً فى أم درمان أو الخرطوم لا يعرف هذا المعلم العظيم، الذى أعتبره من علماء الرياضيات فى السودان، فهو الشخص الذى جعلنى أحب هذه المادة وجعل منها شغفى”.

كذلك عبر سودانى آخر عن تقديره العميق لمهاجر، قائلاً “سلمت أيها المربى الفاضل، لقد كنت خير ممثل للمعلمين السودانيين، عدت لأرض الوطن، تبث الأمل فى قلوب أبنائك التلاميذ وعائلاتهم ببشائر النصر وقُـرب موعد عودة الوطن لأبنائه بعد هذه المحنة المؤلمة “.

أشهر مُعَلمى الرياضيات

ويُعد مهاجر عبد الرحمن أحد أشهر معلمى الرياضيات فى السودان بالسنوات الأخيرة، وكان قد لجأ إلى مصر بعد اندلاع الحرب.

لكنه قرّر على نحو مفاجئ العودة إلى أم درمان فى يوليو الماضى، آملاً أن يعود كل من شرّدتهم الحرب إلى السودان يوماً ما.

أسوأ أزمة تعليم يشهدها العالم

فيديو لأشهر مُعَلم فى السودان.. يشعل مواقع التواصل حزناً 3
الحرب تدمر المدارس

يُذكر أن الحرب المستعرة فى السودان قد ألقت بظلال قاتمة على مستقبل التعليم، تاركةً آثاراً مدمرة قد تمتد لعقد كامل أو أكثر، ففى ظل ضياع أكثر من عام دراسى، يعانى 90% من الأطفال، الذين يبلغ عددهم 19 مليوناً، من الانقطاع عن التعليم، مع وجود 17 مليون طفل خارج المدارس الآن، بينهم 7 ملايين كانوا محرومين من التعليم حتى قبل اندلاع الحرب، هذا الواقع المأساوى، دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى وصفه بأنه “أسوأ أزمة تعليم يشهدها العالم”.

لكن الكارثة لم تتوقف عند الأطفال فقط؛ فقد طال الدمار المعلمين والمدارس والبنية التحتية التعليمية. فقد أغلقت المدارس وعلقت الدراسة، كما توقفت رواتب نصف مليون معلم، ما دفع العديد منهم إلى حافة التشرد والفقر.

فيما اضطر بعضهم لترك مهنة التعليم إلى الأبد والبحث عن أي وسيلة لكسب العيش، بينما هاجر آخرون إلى دول الجوار وقد لا يعودون أبداً.

وتحولت آلاف المدارس إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين، ما عمق جراح النظام التعليمى وزاد من مأساة البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.