أثار الفيلم التونسي (نحبك هادي) المرشح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، عاصفة من الغضب في الاوساط المجتمعية التونسية بين المؤيدين للحرية في الابداع والاخرين الداعين للإلتزام بالاعراف وتقاليد المجتمع العربي خاصة أنه يتضمن مشاهد جنسية غير معهودة في فيلم باللغة العربية أول فيلم تونسي يعرض في مسابقة رسمية دولية.
وقال المخرج محمد بن عطية إنه يشعر بالفخر لأنه فيلمه اختير للمنافسة على جائزة الدب الذهبي وهي أكبر جائزة يقدمها المهرجان، مضيفا في مؤتمر صحفي بعد عرض الفيلم “سأكون سعيدا لو شاركت أفلام عربية أخرى لكنني في الحقيقة لست مهتما..أريد عرض الأفلام الجيدة هنا”.
وتدور أحداث الفيلم بعد إطاحة التونسيين بزين العابدين بن علي في يناير 2011، ويحكي الفيلم قصة هادي الذي يلعب دوره الممثل مجد مستورة الذي يعمل في وظيفة مملة بائعا للسيارات، ويرسل هادي للعمل في منطقة جديدة في منتجع المهدية الساحلي قبل أيام من زفافه بعد خطوبة أشرفت عليها أمه المستبدة التي تلعب دورها صباح بوزويتة.
ويعيش هادي في ظروف صعبة بسبب تباطؤ العمل في المنتجع ثم يدخل في علاقة مع ريم وهي مرشدة سياحية وراقصة تلعب دورها ريم بن مسعود.
ويتسم الفيلم بمشاهده الجنسية غير المألوفة في أفلام تتم أحداثها في المنطقة العربية التي يغلب عليها الطابع المحافظ كغيرها من مناطق جنوب اوروبا التي مازالت تحتفظ بعادات أكثر التزاما من غيرها في الشمال.
ويشير الفيلم بشكل عابر إلى أحداث عام 2011 وتداعياتها، ويقول المخرج عطية إنه تعمد أن يكون الفيلم جريئاً لأنه كان يريد أن يصور بشكل أفضل كيف تغيرت الحياة اليومية أو لم تتغير في الأعوام التي أعقبت الثورة التونسية.
وقال “أكثر ما أثار اهتمامي بعد حدوث الربيع العربي هو اكتشاف إجابة سؤال من نوعية… من نحن؟”، وتابع قوله “نحن الشعب… نحن أبناء العمومة والجيران… نتعامل مع الدين وهذه هي الطريقة البطيئة التي يحدث بها التحرر أيضا لهادي في الفيلم”.