في الذكرى الـ108 لوعد بلفور.. النكبة الفلسطينية لا تزال مستمرة

دعوات دولية متصاعدة لمحاسبة بريطانيا على مسؤوليتها التاريخية
إعداد- هاني حسبو
في الذكرى الـ108 لوعد بلفور، تتجدد آلام الفلسطينيين وتتعزز إرادتهم في مقاومة الاحتلال، وسط دعوات دولية متصاعدة لمحاسبة بريطانيا على مسؤوليتها التاريخية، وإنهاء الإفلات من العقاب.
وعد بلفور: بداية النكبة المستمرة
في الثاني من نوفمبر عام 1917، وجّه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، تعهّد فيها بدعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. هذه الرسالة القصيرة، التي لا تتجاوز 67 كلمة، كانت الشرارة الأولى لنكبةٍ غيّرت وجه المنطقة، وأسست لأطول احتلال في التاريخ الحديث.
الوعد البريطاني جاء في وقت كانت فيه بريطانيا تسيطر على فلسطين بعد انهيار الخلافة العثمانية، متجاهلةً الوجود التاريخي للشعب الفلسطيني، وممهّدةً الطريق لاقتلاعه وتشريده.
آثار الوعد: إبادة وتهجير مستمر
منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948، دُمرت أكثر من 500 قرية فلسطينية، وشُرّد مئات الآلاف من الفلسطينيين. واليوم، وبعد مرور 108 أعوام، لا تزال تداعيات وعد بلفور حاضرة في كل تفاصيل الحياة الفلسطينية:
- حرب إبادة جماعية مستمرة على قطاع غزة منذ عامين
- الاستيطان والضم في الضفة الغربية والقدس
- التهجير القسري والانتهاكات اليومية بحق المدنيين
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” أكدت أن ما يجري في غزة هو امتداد مباشر لجريمة وعد بلفور، مطالبةً باعتذار رسمي وتعويض شامل من بريطانيا، ووقف الدعم العسكري والسياسي للاحتلال.
مواقف فلسطينية ودولية في الذكرى 108
- فصائل المقاومة الفلسطينية وصفت وعد بلفور بأنه “جريمة لا تُغتفر”، مؤكدة أن الوحدة الوطنية هي السبيل لمواجهة الاحتلال.
- منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان دعت بريطانيا إلى إعلان اعتذار رسمي عن الوعد، معتبرةً أن أي سلام لن يتحقق دون إنصاف الشعب الفلسطيني.
- جامعة الدول العربية طالبت بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتكثيف الجهود لإعادة إعمار غزة.
- سفارة فلسطين في الجزائر نظّمت مؤتمرًا صحفيًا أكدت فيه أن مأساة بلفور لم تنتهِ، مثمنةً دعم الجزائر للقضية الفلسطينية.
حق لا يسقط بالتقادم
رغم مرور أكثر من قرن، يواصل الفلسطينيون تمسكهم بحقهم في الأرض والعودة، مؤمنين أن الحقوق لا تُمنح ببيانات سياسية، بل تُنتزع بالإرادة والصمود. في كل مخيم وقرية مهدّمة، وفي كل جيل جديد، يتجدد الإيمان بأن الأرض التي وُعد بها الغرباء لن تنسى أصحابها الحقيقيين.
الكلمات المفتاحية:
وعد بلفور ، الذكرى 108 لوعد بلفور ، فلسطين ، الاحتلال الإسرائيلي ، غزة ، الضفة الغربية ، التهجير القسري ، الاستيطان ، النكبة الفلسطينية ، المقاومة الفلسطينية ، الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ، الجرائم ضد الإنسانية ، المحكمة الجنائية الدولية ، حق العودة ، الوحدة الوطنية الفلسطينية.



