الفن والثقافة

في ذكرى وفاة الفنانة فايزة أحمد .. البدايات من حلب والشهرة في القاهرة

في الذكرى الـ 40 لوفاة الفنانة فايزة أحمد كتب الفنان والمؤرخ الموسيقي السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك عن بداياتها في إذاعة حلب حتى شهرتها في إذاعة القاهرة . 

 البدايات في إذاعة حلب

ولدت فايزة أحمد في دمشق في الخامس من كانون الأول / ديسمبر عام 1930 . كانت في صباها قد حاولت العمل في إذاعة دمشق ، فلم توفق ، إذ لم تقبل بها اللجنة المسؤولة عن تقييم الأصوات ، فطرقت باب إذاعة حلب ، و لما استمع إليها الدكتور فؤاد  رجائي أغا القلعة ، مدير الإذاعة ، انتبه إلى أن خامة صوتها واعدة ، فضمها إلى كورس الإذاعة لتُصقل موهبتها ، حيث استفادت من كبار الموسيقيين العاملين في الإذاعة ، أمثال الأستاذين عزيز غنام ، و بكري الكردي ، ثم كلف الأستاذ نديم الدرويش بتلحين أغنية خاصة لها ، فاختار نصاً للشاعر مسلم البرازي لتغنيه : قولولي فين الدوا ، فكانت شرارة البداية!

إلى دمشق وبغداد

كانت إذاعة حلب تبث في أوقات محددة عبر موجة إذاعة دمشق ، التي كان بثها يغطي مساحة واسعة من العالم العربي ، ولذا فقد شاعت الأغنية واشتهرت ، وسرعان ما طُلبت فايزة أحمد إلى دمشق ، حيث تلقفها ملحنو إذاعتها ، فأعطاها أمير البزق محمد عبد الكريم لحنه الشهير يا جارتي ليلى ، وكذلك لحَّن لها محمد محسن ، وغيره من الملحنين ، فذاع صيتها أكثر.

سافرت فايزة إلى بغداد ، حيث قدم لها الملحن العراقي الأستاذ رضا علي ألحاناً جميلة ، تغلب عليها اللهجة العراقية ، ولكن هذه الأغاني لم يكن لها حظ من الانتشار ، نظراً لأن إذاعة بغداد كانت تبث بقوة 20 واط فقط ، فيما كانت إذاعة دمشق تبث بقوة 50 واط ، وكانت تغطي المنطقة الجنوبية من سورية ، وكذلك الأردن وفلسطين ولبنان ومصر ، مع محطة تقوية في حلب ، بقوة 20 واط ، تغطي المنطقة الشمالية من سورية ، وبالتالي كان انتشار الإذاعة السورية ، في النصف الأول من الخمسينات ، أوسع بكثير ، ويمكن القول أن ما تعرضه إذاعة دمشق ، كان يسمع بوضوح في القاهرة.

دمشق مجدداً

عادت فايزة أحمد إلى دمشق ، التي كان تواصل ملحنيها مع إذاعة صوت العرب واسعاً ، ومنهم الأساتذة رياض البندك ومحمد محسن ، ممن لحنوا لفايزة في دمشق. لحن البندك لها موشح : امسحوا عن ناظري ، إضافة إلى ألحانٍ أخرى ، فيما لحن لها محمد محسن : يارب صلِّ على النبي ” ، مثلاً ، وهي أغنية دينية اشتهرت كثيراً. كان ملحنو إذاعة دمشق ، بالنتيجة ، يعرفون قدرات صوت فايزة .

إلى الاسكندرية فالقاهرة

انتبهت إذاعة القاهرة إلى قدرات فايزة ، فدعيت للمشاركة في في حفل الإذاعة المصرية ، الذي أقيم في الإسكندرية ، يوم 15 مارس / آذارعام 1956 ، بمناسبة افتتاح إذاعة الاسكندرية ، والذي نقلته الإذاعة على الهواء ، من مسرح “الهمبرا ” الشهير .

قدمت فايزة في الحفل أغنيتين، وفق ما ورد في الأدبيات المصرية. كانت الأغنية الأولى بعنوان : “ايش غيَّرك” ، من ألحان رياض البندك ، و الثانية : ” دموع المحبة ” ، من ألحان محمد محسن. أسهمت مشاركتها في هذا الحفل في استقطاب الملحنين المصريين حولها،وكان أولهم محمد الموجي الذي لحن لها أغنية ” انا قلبي إليك ميال “، ثم حققت نجاحها الجماهيري الأول ، عبر لحن محمد الموجي ” يمه القمر ع الباب “.

في ذكرى وفاة الفنانة فايزة أحمد .. البدايات من حلب والشهرة في القاهرة 2

 دكتور / سعد الله آغا القلعة

باحث ومؤرخ موسيقى سوري وأستاذ جامعي وعضو نقابات الفنانين والمهندسين والمعلمين السوريين ووزير سياحة سابق 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.