في يومه العالمي.. تجمع علمي تحت شعار “كل نفس مهم” لمرض الانسداد الرئوي المزمن

✍️ كتب: ماهر بدر
بمناسبة اليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، اجتمع نخبة من المتخصصين في الرعاية الصحية والخبراء في الأمراض الصدرية تحت شعار “كل نفس مهم”، لتسليط الضوء على هذا المرض الذي يُعد ثالث أكبر سبب للوفاة عالميًا. ويهدف هذا التجمع إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي والطبي حول خطورة المرض وأهمية التشخيص المبكر، خاصةً في ظل تزايد أعداد المصابين حول العالم.
مرض عالمي يهدد الملايين
يصيب مرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر من 392 مليون شخص عالميًا، ولا يزال العديد من المرضى يخضعون لتشخيص غير صحيح، خصوصًا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. ورغم ارتباطه سابقًا بالتدخين، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن المرض يرتبط أيضًا بعوامل بيئية ومهنية مثل تلوث الهواء، الوقود الحيوي، المواد الكيميائية، وسوء التهوية الداخلية، مما يجعله تهديدًا يشمل الرجال والنساء وحتى غير المدخنين.
أهمية التشخيص المبكر
أوضح الدكتور طارق صفوت، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية العلمية المصرية لأمراض الشعب الهوائية، أن المرض يتطور تدريجيًا وقد لا يلاحظه المريض لسنوات، مؤكداً أن التشخيص المبكر يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة حياة المرضى. بينما أشار الدكتور محمد زيدان، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة الإسكندرية، إلى أهمية تصنيف أنماط المرضى والانتقال من نهج العلاج الموحد إلى العلاجات الموجهة بدقة، خاصةً في مصر حيث تلعب العوامل البيئية دورًا بارزًا في الإصابة.
المرض ليس عقابًا
أكد الدكتور حسام حسني، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب القصر العيني، أن الانسداد الرئوي المزمن لا يجب أن يُعتبر عقابًا بسبب التدخين، بل هو مرض مزمن خطير يمكن أن يصيب غير المدخنين أيضًا. وشدد على أن كل مريض يستحق الاهتمام والدعم والرعاية الطبية بغض النظر عن سبب الإصابة.
مسؤولية وطنية واجتماعية
من جانبه، أوضح الدكتور وجدي أمين، مدير إدارة الصدر بوزارة الصحة والسكان، أن التوعية بالمرض ليست مجرد مهمة طبية، بل مسؤولية اجتماعية ووطنية. وأكد أن التعاون بين مختلف القطاعات الصحية والمجتمعية يضمن الكشف المبكر، وصول الرعاية الصحية بشكل متساوٍ، وتحسين جودة حياة المرضى.
دور الشركات الطبية في رفع الوعي
أشار مروان الباجوري، القائم بأعمال رئيس الشؤون الطبية لشركة سانوفي أفريقيا للأدوية، إلى أن اليوم العالمي للانسداد الرئوي المزمن يمثل فرصة مهمة لرفع الوعي عبر تنظيم جلسات توعوية للأطباء والعاملين في مجال الصحة العامة. وأضاف أن رؤية سانوفي لتحقيق الاستدامة تركز على مواجهة الآثار الصحية الناتجة عن التغيرات البيئية، حيث إن أكثر من 70% من علاجات الشركة و78% من أبحاثها تتعلق بأمراض مرتبطة بالمناخ وتلوث الهواء.
خاتمة
اليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن ليس مجرد مناسبة، بل دعوة مفتوحة للتكاتف من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى. فكل نفس مهم، وكل مريض يستحق فرصة جديدة للحياة بعيدًا عن معاناة هذا المرض الصامت.



