كتب – محمد السيد راشد
حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو مرارًا وتكرارًا من تدنيس المسجد الأقصى وتوسيع الاستيطان، ولكن لم يكن لهذه التحذيرات جدوى حتى جاءت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023.
التحذيرات السابقة
سبقت هذه العملية عشرات التحذيرات من المقاومة وقيادتها على مدار السنوات الماضية، نتيجة تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى والاعتداءات على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية. وكان من أبرز التصريحات لرئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في يونيو 2021، حيث قال:
وأضاف السنوار أن الحرب الأخيرة كانت بمثابة “مناورة” لاختبار قدرات المقاومة، مؤكدًا أن ما حدث كان صورة مصغرة لما قد تكون عليه الحرب.
كما صرح إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران في يوليو 2024، بأن هناك لحظة تاريخية تحمل آفاقًا تساعد الشعب الفلسطيني على المضي قدمًا في مشروع التحرر. وأشار محمود الزهار، القيادي في حماس، إلى أن هناك “معركة كبرى” في حال استمرت الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
خلال مؤتمر صحفي في المسجد العمري الكبير بغزة، حذر الزهار من أن استمرار العدوان الصهيوني سيكون سببًا في “معركة كبرى” نهايتها زوال الاحتلال.
التدريبات العسكرية
في عام 2020، نظمت الفصائل الفلسطينية تدريبات عسكرية تحت قيادة حركة حماس، عرفت باسم “الركن الشديد”. وقد تضمنت هذه التدريبات سيناريوهات مثل اختطاف الجنود الإسرائيليين واقتحام المواقع العسكرية، وكانت النسخة الأخيرة من هذه التدريبات قد أُجريت قبل أقل من شهر على انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.
شملت المناورة محاكاة لهجوم خلف خطوط العدو، حيث أكدت غرفة العمليات المشتركة، التي أُعلن عنها لأول مرة في عام 2018، على ضرورة تنسيق العمل بين الفصائل. وأوضح أيمن نوفل، قائد لواء الوسطى في كتائب القسام، أن الهدف من المناورة هو التأكيد على وحدة فصائل المقاومة واصطفافها خلف خيار المقاومة.
وقال نوفل الذي جرى اغتياله في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إن “فصائل المقاومة ترسل رسائلها من خلال هذه المناورة للعدو وللصديق: للصديق أننا وضعنا مسألة الأسرى على سلم أولوياتنا، وللعدو أن الجدران والإجراءات الهندسية التي يقيمها على حدود القطاع لن تحميه”.
ردود الفعل الإسرائيلية
تزامن “الصدمة الإسرائيلية” من أحداث السابع من أكتوبر مع فشل استخباراتي وأمني كبير اعترفت به إسرائيل. وقد أشار نوفل إلى أنهم “سيقاتلون كما يتدربون”، وهو ما تحقق عمليًا خلال الأحداث.
ورغم التحذيرات من النشاط المكثف للطائرات بدون طيار، التي أُبلغ عنها جنديات بالقرب من حدود غزة، إلا أن هذه التحذيرات قوبلت بالتجاهل من قبل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، مما أسهم في المفاجأة الكبيرة التي تعرضت لها خلال عملية “طوفان الأقصى”.