قتل واختطافات ونهب وأزمة معيشية حادة فى قرى ولاية الجزيرة
كتبت : د.هيام الإبس
تشهد ولاية الجزيرة أوضاعاً إنسانية كارثية فى ظل تصاعد الانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع التى تواصل اعتداءاتها على المواطنين، مُفاقمةً معاناتهم اليومية من خلال أعمال القتل، والاختطافات، والتدمير المنهجى للحياة، فى ظل حصار ضارٍ وانفلات أمنى أسفر عن أزمة معيشية حادة يعانى منها المواطنون العالقون.
فى الأشهر الماضية، ابتدرت قوات الدعم السريع حملات وصفت بـ”الانتقامية” فى قرى ولاية الجزيرة، على خلفية انحياز قائدها بالولاية، قائد قوات درع السودان أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السودانى.
أسفرت الحملات التى تقودها هذه القوات عن موجة نزوح كبرى من قرى الولاية، بينما تمنع الآلاف من المغادرة، وتتعثر على آخرين جراء عدم توفر وسائل النقل، والمبالغ المالية الضخمة التى يطالب بها منسوبو الدعم السريع مقابل السماح للأسر بالمغادرة.
معاناة فى الشبارقة
وبحسب منصة نداء الوسط، تعانى وحدة الشبارقة الإدارية من تفاقم الأزمة المعيشية بسبب الجرائم والانتهاكات المتواصلة من قبل العصابات المسلحة التى تنتمى إلى قوات الدعم السريع.
وتقول المنصة إنه منذ سيطرة هذه القوات على المنطقة، فرضت واقعاً مأساوياً من خلال تقييد حركة المواطنين ومنعهم من الخروج، ما تسبب فى تفاقم معاناة السكان.
وتشمل الانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع فى وحدة الشبارقة الإدارية بولاية الجزيرة، تدمير أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه، مما أدى إلى تجفيف مصادر الحياة الأساسية، إلى جانب منع الأهالى من الوصول إلى الفاو فى ولاية القضارف، ما يزيد من خطر الجوع والمرض فى ظل غياب المساعدات الإنسانية.
مجزرة فى قرية ود عشيب
فى قرية ود عشيب، ارتكبت المليشيات مساء الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، مجزرة مروعة أودت بحياة 69 مواطناً حتى اللحظة، منهم 42 قُتلوا رمياً بالرصاص و27 آخرين توفوا بسبب الحصار وانعدام العلاج.
يذكر أن المليشيا قوات الدعم السريع كانت فرضت حصارً خانقاً على القرية منذ أيام، حيث تعرض السكان للتشريد القسرى، والتجمع فى ظروف غير إنسانية على شاطئ نهر النيل الأزرق.
وأفاد شهود عيان بأن السكان يعانون من نقص حاد فى الغذاء، والدواء، والمأوى، ما يُنذر بكارثة إنسانية.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت، عن مصادر طبية من قرية ود عشيب، أن 40 شخصاً قتلوا خلال هجوم لقوات الدعم السريع.
وقال شهود عيان، إن قوات الدعم السريع هاجمت القرية مساء الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، وعاودت الهجوم صباح الأربعاء.
مصادر محلية كانت قد تحدثت عن انتشار للإسهالات المائية بقرية ود عشيب التى تقع فى شرق ولاية الجزيرة.
وتتهم قوات الدعم السريع بتسميم المصادر المائية التى يستخدمها السكان للشرب، فى ظل انتشار لحالات الكوليرا فى العديد من مناطق الولاية الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2024.
اختطافات فى قرى ولاية الجزيرة
بدورها، كشفت منصة مؤتمر الجزيرة عن هجوم لقوات الدعم السريع على قرية باشكار بمحلية جنوب الجزيرة، حيث اختطفت 25 مواطناً وفرضت حصارً على القرية، ما أثار مخاوف الأهالى من تكرار الهجمات.
كما شهدت قرية القريقريب بمحلية الحصاحيصا هجوماً أسفر عن اختطاف ثمانية مواطنين، ونهب أكثر من 200 رأس من الأبقار، الهجوم يأتى امتدادً لهجمات سابقة تعرضت لها القرية، خلفت قتلى وجرحى.
أزمة معيشية حادة
فى ظل هذه الجرائم والانتهاكات، تواجه ولاية الجزيرة كارثة إنسانية متصاعدة جراء انعدام الغذاء والدواء وتعطل مصادر مياه الشرب النقية.
السكان فى قرى ولاية الجزيرة والمجموعات المعنية بمنطقة الوسط يطلقون مناشدات منذ أشهر للمجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لتقديم المساعدات الضرورية ووقف هذه الاعتداءات التى تنذر بمزيد من الخسائر فى الأرواح والممتلكات.
هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة تسببت فى موجة نزوح واسعة النطاق، ويفر السكان بما فى ذلك كبار السن والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة من بطش هذه القوات التى تُنسب إليها انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.
وينزح المواطنون فى حالات كثيرة سيراً على الأقدام.
ينتهى المطاف بهؤلاء النازحين فى مراكز إيواء بمناطق سيطرة الجيش السودانى بولايات شرق وشمال السودان.