قراءة القرأن فى رمضان للحائض والنفساء
كتب د/محمد النجار
هل يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن من المصحف أو جهاز الموبايل خاصة في شهر رمضان؟
الجواب : اختلف اهل العلم في مسألة جواز قراءة الحائض والنفساء للقرآن .
اولا : بعض العلماء لا يُجيز قراءة القرآن للحائض والنفساء إلا بعد التطهر من الحيض والنفاس ، واستدلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن وهذا الحديث ضعيف عند أهل العلم؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة.
ثانيا : بعض العلماء يُجيز قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم كما يلي :
1. في حال القراءة غيبا من الذاكرة :
يجوز للحائض حائض أو النفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب ؛ لأن الأدلة الشرعية دلت على ذلك :
أ- أن الأصل الجواز والحل حتى يقوم دليل على المنع وليس هناك دليل يمنع من قراءة الحائض للقرآن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ليس في منع الحائض من القراءة نصوص صريحة صحيحة ، وقال : ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن ، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء .
ب- أن الله تعالى أمر بتلاوة القرآن ، وأثنى على تاليه ووعده بجزيل الثواب وعظيم الجزاء فلا يمنع من ذلك إلا من ثبت في حقه الدليل وليس هناك ما يمنع الحائض من القراءة كما تقدم .
ت- أن قياس الحائض على الجنب في المنع من قراءة القرآن قياس مع الفارق لأن الجنب باختياره أن يزيل هذا المانع بالغسل بخلاف الحائض ، وكذلك فإن الحيض قد تطول مدته غالباً ، بخلاف الجنب فإنه مأمور بالإغتسال عند حضور وقت الصلاة .
ث- أن في منع الحائض من القراءة تفويتاً للأجر عليها وربما تعرضت لنسيان شيء من القرآن أو احتاجت إلى القراءة حال التعليم أو التعلم .
2. ثانيا : قراءة الحائض والنفساء للقرآن دون مس المصحف :
تقرأ دون القرأن دون أن تمس المصحف مباشرة ، وانما بوجود حائل من قماش أو جلد وماشابه ذلك.
3. قراءة القرآن من شاشات الكمبيوتر ونحوها ل من اجهزة الهواتف المحمولة “الموبايل” مباشرة لأن هذا الجهاز لاينطبق عليه حكم المصحف .
يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله :
والحاصل أن الصواب والراجح من قولي العلماء: أنه لا حرج على الحائض والنفساء أن تقرأ ما تحفظان من القرآن، ولا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء آية الكرسي عند النوم، ولا حرج أن تقرأ ما تيسر من القرآن في جميع الأوقات عن ظهر قلب، هذا هو الصواب وهذا هو الأصل؛ ولهذا أمر النبي ﷺ عائشة لما حاضت قال لها: افعلي ما يفعله الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولم يقل لها: غير أن لا تقرئي: غير أن لا تطوفي فمنعها من الطواف لأن الطواف كالصلاة وهي لا تصلي وسكت عن القراءة؛ فدل ذلك على أنها غير ممنوعة من القراءة ولو كانت القراءة ممنوعة لبينها لـعائشة ولغيرها من النساء في حجة الوداع وفي غير حجة الوداع.
ومعلوم أن كل بيت في الغالب لا يخلو من الحائض والنفساء فلو كانت لا تقرأ القرآن لبينه للناس بيانًا عامًا واضحًا حتى لا يخفى على أحد.
والله اعلم