قراءة في كتاب “إسماعيل صبري عبدالله في الاقتصاد والتنمية” أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب
كتبت – عزة السيد
” إسماعيل صبري عبدالله في الاقتصاد والتنمية” من أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب، حيث يضم هذا الكتاب مجموعة من البحوث والدراسات العلمية لأحد قامات وأقطاب الحركة التقدمية المصرية، والتي كانت لها مواقفها السياسية، ورؤاها الاقتصادية لفترة مهمة من تاريخ المجتمع المصري شهدت حراكًا لتغيير الوضع السياسي، وإجلاء المحتل عن البلاد، ونجاح هذا الحراك في تغيير الوضع السياسي باندلاع ثورة يوليو 1952.
وُلد إسماعيل صبري في ديسمبر عام 1925، ونشأ في عائلة من أعيان الصعيد بقرية ريرمون التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول – القاهرة لاحقًا- عام 1946، إسماعيل صبري على بعثة دراسية إلى فرنسا، وهناك حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون عام 1951، وموضوعها (نظرية قيمة النقود)، فكانت مرحلة مهمة في تكوينه العلمي والأيديولوجي؛ إذ شهدت انخراطًا أكثر في الفكر الماركسي، والتقائه باثنين من زملائه المبعوثين من جامعة الإسكندرية هما فؤاد مرسي لدراسة الاقتصاد، ومصطفى صفوان لدراسة الفلسفة.
ولمَّا كان إسماعيل صبري من أبرز الاقتصاديين والسياسيين البارزين خلال النصف الثاني من القرن العشرين كانت له رؤى وتحليلات لمعالجة الأحداث السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر، خصوصًا أثناء حرب الاستنزاف وما بعدها انتصار أكتوبر 1973، ثمَّ التغيرات الدراماتيكية التي شهدتها مصر خلال حقبة الرئيس أنور السادات. وركَّز هذا الكتاب على اختيار أبرز دراسات إسماعيل صبري في الاقتصاد والتنمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين والتي نشرت بمجلات مختلفة مثل: القطاع العام بين الرأسمالية والاشتراكية والتجربة المصرية، حوافز الإنتاج بين الفهم الرأسمالي والفهم الاشتراكي، الاقتصاد في ظروف الحرب، كيف نواجه مشاكل اقتصاد الحرب، القطاع العام وديمقراطية الإنتاج، أبعاد الانفتاح الاقتصادي: ماهيته وأهدافه، النظام الاقتصادي العالمي الجديد… والنضال من أجل التحرر الاقتصادي، موقع مصر من المتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية.
أمَّا في مجال التنمية فكان الاستعداد للحرب مع استمرار التنمية، منتدي العالم الثالث Third World Forum، التنمية المستقلة…محاولة لتحديد مفهوم مجهل ، العولمة والاقتصاد والتنمية العربية (العرب والكوكبة).
قدَّم لهذا الكتاب أ.د. أحمد الشربيني عميد كلية الأداب – جامعة القاهرة الأسبق، وقام د. علي متولي أحمد – مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، كلية الأداب جامعة السويس- بإعداده وعمل دراسة عن سيرة حياة إسماعيل صبري عبدالله وتكوينه العلمي والثقافي، وسفره إلى فرنسا وحصوله على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون ، ومواقفه السياسية خلال الحقبة الناصرية والساداتية ..
ورحب الكاتب الصحفي مدبولي عتمان مدير تحرير جريدة الجمهورية ورئيس تحرير جريدة وموقع ( الإخباري)، قائلا :” من دواعي فخري أن المفكر العلامة الدكتور اسماعيل صبري عبد الله – يرحمه الله درس لي وانا طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة خلال الفترة من عام ١٩٧٢ حتى عام ١٩٧٦”.
وأوضح ان الدكتور إسماعيل صبري عبد الله ( 1925 ـ 2006) واحد من أهم الرواد الاقتصاديين في مصر. وذكرت موسوعة ويكيبيديا أنه يعد رائد مدرسة في التفكير الاقتصادي. ترى هذه المدرسة المواءمة بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع لتحقيق التنمية الاقتصادية والعمران البشري، اعتمادا علي الذات والقدرات والموارد الوطنية تجنبا لكل أنواع التبعية. وقد اهتمت دراساته بالفقراء والنهوض بهم مصريا وإفريقياً، وفي هذا السياق فقد رأس منتدى العالم الثالث ومنه خرجت أهم الدراسات عن المجتمع المصري في شتى مجالاته، وكذلك رأس مجموعة من خيرة الباحثين والمفكرين المصريين لوضع تصور علمي لمصر سنة 2020، وهو المشروع الذي يبحث في التصورات المستقبلية لمصر وكيفية مواجهة التحديات مصريا وعربيا.
شكرا جزيلا استاذنا الفاضل ا.مدبولي