أراء وقراءات

قسوة قلوب الأبناء

بقلم/ حسان ابو جازية

أعزائي لابد أن  نعلم أن الذنوب  تورث الغفلة والغفلة تورث القسوة والقسوة تورث البعد من الله والبعد من الله يورث النار . والقسوة هنا  هي قسوة القلب  وذهاب اللين والرحمة والخشوع لله تعالي

فهيا بنا نصلي صلاة جنازة علي روح الحب والرحمة والحنان في قلوب بعض الأبناء التي أصبحت مثل الحجر الصوان.

تستنزف المشاعر وتتبعثر العواطف  وتغتال علي ايدي عقوق الأبناء  للوالدين ، وتختنق العبارات وتضيق الصدور وتنتحب الذكريات ويموت الوفاء  كل هذا عندما يقسوا الأبناء علي الأمهات .

قسوة قلوب الأبناء علي الآباء والأمهات تظهر عندنا تتباعد بينهم المسافات وتصاب  الوالدين لوعات وأهات جرح  العقوق العميق ، كل ذلك من قسوة قلوب الأبناء وجحودهم تجاه الذين أضاءو لهم الشموع وكانوا لهم الحنان والرحمة ولكن بقسوة القلوب انطفأت الشموع أصبحت ظلام دامس وأنتزعت  الرحمة من قلوب هؤلاء

أعزائي ،

أن الله تعالي خلق الأنثي  وهي تحمل في تكوينها الأمومة  وبث في صدرها الحب والحنان ومنح عينيها القدرة علي سهر الليالي.

فالأم حكاية بلا نهاية ، عطاء بلا حدود ، وحب فطري يسكن, قلبها علي أبناءها وهذا الحب كتبت فيه القصائد والأشعار  عن مكانة المرأة التي عملت الكثير وأعطت بلا حدود دون انتظار شيء من أبناءها. ولكن للاسف كثير من شباب الجيل الحالي يهمل الامهات.

ويشهد الواقع ان هناك مسنين ومسنات ، يعانون من نسيان أبناءهم لهم في مراكز ودور الرعاية التي تتولي رعايته. وقد عبرت عن هذا الواقع المحزن  الدكتورة  عبلة.الكحلاوي بكلمات مؤثرة  قالت فيها :مات الضمير  وماتت الرحمة والنخوة والشهامة والإنسانية  اذن ماتت بداخلنا كل حاجة حلوة”.

ولماذا قالت هذة الشخصية العظيمة ؟!

قالتها عقب واقعة مريرة  تتمثل في إقامة  عدد من الأمهات  في مجموعة دور الباقيات الصالحات، والتي أنشأتها الدكتورة عبلة الكحلاوي قد أصيبن بفيروس كورونا  فتم الأتصال بأبناء هؤلاء الأمهات لعلاجهم  علي أن يعودوا مرة أخري بعد شفائهم  وذلك خشية من عدوى باقي الأمهات.

ولكن  وللأسف الشديد رفضوا هؤلاء الأبناء استلام أمهاتهم وكان الرد اتصرفوا انتم فيهم  فقاموا بالأتصال بأبناء الأمهات الاصحاء  لاستلامهم حتي لا يتم نقل العدوي لهم. وللاسف أيضا رفض أبنائهم استلامهم.

حكايات حزينة ومؤلمة ومليئة بالوجع ودموع تنهمر وقلوب امهات تتمزق  ، فبعد أن ربت الام وسهرت واعطت كل ما تملك من عمرها  وشبابها لأبناءها منتظرة أن يكبروا يوما بعد يوم . وعندما يكبروا تكون الأم قد عجزت . فبدلا من ان يرعوها بحنانهم ويعوضوها جزء مما أطتهم فاذا بهم بكل قسوة يرمونها  في دار المسنين

فليعلم الأبناء بر الوالدين والإحسان إليهما سبب في زيادة الرزق والعمر وصلاح الدين وحسن الخاتمة ، وان العقوق سبب الفقر والخسارة في الدنيا والآخرة وسوء الخاتمة وموت الفجأة

وليعلم كل الأبناء ان الله سبحانه وتعالى يعاقب على معصية العقوق في الدنيا والاخرة لانها من الكبائر . فقد اكد الرسول الكريم محمد  -صلّى الله عليه وسلّم- بأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الشّرك بالله تعالى، فقال في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عندما سُئل عن الكبائر في الإسلام: (الشِّركُ بالله، وقتلُ النَّفسِ، وعقوقُ الوالِدينِ).

فيا أيها العاق  ، اقسم بالله الأعظم مهما قدمت لا امك من خير وبر وطاعة وإحسان فلن توفيها ولو زفرة من الامها أثناء ولادتك.

وما أبتلي أحد بمصيبه أعظم علية من قسوة قلبه فقد قال ابن القيم :

(خلقت النار لأذابة القلوب القاسية ، وابعد القلوب الي الله القلب القاسي

فاحرصوا علي رضا الأباء والأمهات ، فقد ورد في الحديث الشريف أنّ رضى الله -تعالى- من رضى الوالدين وسخط الله -تعالى- من سخط الوالدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.