كتبت: د. هيام الإبس
حقل البرصاية السوداني لم يكتسب أهميته فقط لكونه أحد مصادر النفط الحيوية التي تحتاجها الدولة الأفريقية بشدة، بل لأنه يُمثل أول مشروع نفطي يُدشن في السودان منذ التسعينيات، ليصبح رمزًا لمحاولة تعافي القطاع النفطي بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.
إطلاق الإنتاج في حقل البرصاية
تم تدشين الحقل في ديسمبر 2012، وسط آمال كبيرة برفع إنتاج النفط الخام إلى 180 ألف برميل يوميًا، بجانب الحقول النفطية الأخرى في السودان. الإنتاج الأولي للحقل بلغ 6 آلاف برميل يوميًا، بواسطة شركة “ستار أويل” التي حصلت على الامتياز في 2011. يقع الحقل على بعد 240 كيلومترًا شمال غرب كادوجلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
أهمية الحقل واستثماراته
يُعتبر حقل البرصاية أول مشروع نفطي يدخل حيز الإنتاج بعد انفصال الجنوب، مما جعله نقطة تحول للقطاع النفطي السوداني. بلغت الاستثمارات الأولية فيه حوالي 70 مليار دولار، تضمنت بناء منشآت إنتاجية، خطوط أنابيب، ومستودعات بسعة تصل إلى 60 ألف برميل. تُقدّر الطاقة الاستيعابية للمنشآت السطحية في الحقل بـ22 ألف برميل يوميًا.
تحديات وصراعات
واجه الحقل تحديات عديدة:
- الأحداث السياسية: تأثرت عملياته بالصراعات المسلحة التي شهدتها البلاد.
- الاحتجاجات الفئوية: في نوفمبر 2020، تعطلت العمليات بسبب اعتصام المحتجين الذين أوقفوا تشغيل محطة الكهرباء. عادت العمليات لاحقًا بعد وعود حكومية.
- السيطرة العسكرية: في أكتوبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على الحقل ضمن حملة للضغط على الحكومة. لكن الجيش السوداني بالتعاون مع أهالي كردفان استعاد السيطرة لاحقًا.
مستقبل حقل البرصاية
رغم الصراعات، يظل الحقل أحد أعمدة القطاع النفطي السوداني، حيث تسعى الحكومة لتعزيز استقراره لزيادة الإنتاج وتلبية احتياجات الاقتصاد المحلي.