قصة من التراث .. عندما يتوهم الحمار الزعامة
بقلم :عبير الحجار
يروى أنه بينما كان حمارا يسير فى الغابة ظهر له أسد فأرتعب الحمار خوفا وهم بالفرار ،الا أن الأسد فجأ الحمار بالهروب . وفى اليوم التالى رأى الحمار ذلك الأسد مرة ثانية ،فعندما بدء الحمار بالهروب توسل الأسد بالحمار ألا يقتله، وحاول الهروب مرة أخرى إلا ان الحمار أمسك به وأقتاده إلى القطيع فأبتهجت القطيع بهذا الإنجاز ورفع من قدر الحمار ونصبوه زعيما عليهم لما أبده من شجاعة .
ثم تباحث القطيع فيما يجب فعله مع الأسد فقال احدهم اقتلوه ، وأخر اسجنوه ، ولكن زعيمهم كان له رأى اخر ألا وهو سأستخدمه عاملا لدى يقضى لى حوائجى .
وبينما كان الحمار مقيما فى مقر الزعامة والأسد يقوم بخدمته كان الأسد يأكل كل يوم حمارا تلو الأخر إلى أن نفذ كل القطيع . وفى صباح يوم خرج الحمار الزعيم يتفقد الرعية فلم يجد احدا وهو فى دهشة من الأمر سأل الأسد أين القطيع ؟؟؟ فأجاب الأسد ضاحكا هلك القطيع بذكاء الحمار .
فلا يحتاج المرء إلى الكثير من العناء ليتعلم كيف يكون حمارا يكفى فقط أن يضع على طرفى رأسه أذنين طويلتين ليبدو حمار ويستمع ويشاهد قنوات إعلامية تنشر منهج الحمورية .
فعندما يصبح الحمار زعيما سترى كيف يتحول القبح إلى مقياس للجمال.
وعندما ستجد من مصلحة الزعيم نشر الغباء والقضاء على الأذكياء.
وعندها يطفوا على السطح أصحاب المصالح والذين يتنافسون فى إظهار حموريتهم لينالوا رضا الزعيم ,
وأخيرا سترى الحمورية منهجا فلسفيا يدرس على أنها الطريقة المثلى للتفكير .
فحين يصبح الحمار زعيما ستجد سلالات الخيل الأصيلة تعير بأصلها وتجد البغال العقيمة تتطاول على الأمهار العربية الأصيلة .