قصة نجاح شاب شرقاوي في شرم الشيخ.. رفض انتظار طابور التوظيف

كتب / معتز عقل
في زمن باتت فيه الوظيفة الحكومية حلمًا للكثيرين، اختار شاب من الشرقية طريقًا مختلفًا، فآثر العمل الحر على انتظار دور في طابور التوظيف.
إنه هاني محمد علي، ابن مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، الذي قرر أن يعتمد على نفسه، متحديًا الظروف، ليصنع قصة نجاح في قلب مدينة شرم الشيخ السياحية.
بداية مختلفة.. من الشرقية إلى شرم الشيخ
لم ينتظر هاني الوظيفة المكتبية التي يتمناها الكثيرون بعد التخرج، بل فكر بعقلية مختلفة، مستلهمًا من التجربة الغربية قيمة الاعتماد على الذات.
قرر السفر إلى شرم الشيخ، المدينة التي لا تنام، حيث تتعدد الجنسيات وتتنوع الثقافات. وهناك، بدأ مشروعه الصغير: كشك متواضع بالقرب من خليج نعمة، أحد أبرز مناطق “الداون تاون” في المدينة.
العمل وسط السياح.. متعة وخبرة
يقول هاني:
“أنا سعيد بالعمل في هذا الجو السياحي الممتع، حيث أتعامل يوميًا مع جنسيات مختلفة، خصوصًا الروس والإنجليز والإيطاليين. ومن خلال هذا التعامل، تعلمت ثلاث لغات: الروسية والإنجليزية والإيطالية، وأتحدث بها بطلاقة”.
الابتسامة لا تفارق وجهه، ويؤكد أن السياح يفضلون التعامل معه لأنه “هين، لين، ابن بلد”، كما يقول.
الرضا سر السعادة
رغم بساطة مشروعه، إلا أن هاني يؤمن أن الرزق بيد الله، ويكفيه أنه يعيش حياة مستقرة، متزوج ولديه أبناء، ويشعر بالرضا والسكينة.
“أحب العمل الحر، بعيدًا عن التعقيدات المكتبية، وأشعر أنني أملك قراري، وهذه نعمة كبيرة”.
نموذج ملهم لجيل جديد
هاني محمد علي يمثل نموذجًا يُحتذى به للشباب الطموح الذي اختار أن يشق طريقه بنفسه، دون انتظار من يُمسك بيده.
قصة تؤكد أن النجاح لا يحتاج بالضرورة إلى وظيفة حكومية، بل إلى إرادة، وابتسامة، وإيمان بالرزق.