السودانشئون عربيةقطر

قطر تعرب عن بالغ قلقها لاستمرار الحرب فى السودان وتدعو لإنهائها

كتبت: د. هيام الإبس

أعربت دولة قطر عن بالغ القلق إزاء استمرار الحرب في السودان، مشيرةً إلى أنها تسببت في إعادته عقوداً إلى الوراء، وخلفت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أبرزها فقدان آلاف السودانيين لأرواحهم وممتلكاتهم وتشريد الملايين، بجانب تعطيل التنمية وتدمير البنية التحتية بشكل غير مسبوق.

وقالت المندوبة الدائمة لقطر  السفيرة هند المفتاح، خلال الحوار التفاعلي حول تقرير المفوض السامي بشأن السودان بمجلس حقوق الإنسان في جنيف: “لقد آن الأوان لإنهاء هذه المأساة، ولا سبيل لذلك إلا بإجراء حوار شامل وعقلاني للتوصل لاتفاق يعيد الأمن والاستقرار للسودان، ويحفظ وحدته وسيادته، ويجنبه المزيد من الدمار والانقسام”.

الجهود الدبلوماسية والمخاوف الدولية

جددت مجموعة (إيه 3+) في مجلس الأمن الدولي دعوتها إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، معربةً عن قلقها العميق إزاء إعلان قادة قوات الدعم السريع وأطياف سياسية أخرى عن إنشاء سلطة موازية في البلاد. وأكدت المجموعة أن التطورات السياسية الأخيرة بالسودان مدعاة للقلق البالغ، داعيةً إلى وضع اللبنات الأساسية لعملية سلام شاملة بملكية وقيادة سودانية تعكس تطلعات الشعب السوداني.

تداعيات إنشاء سلطة موازية

اعتبرت مجموعة (إيه 3+) أن إعلان قادة قوات الدعم السريع عن إنشاء سلطة موازية يمثل “خطوة خطيرة تؤجج مزيداً من التشرذم في السودان وتحيد الجهود المبذولة حالياً للسلام والحوار عن مسارها”. جاء هذا التطور بعد توقيع مجموعات سودانية على “ميثاق نيروبي”، الذي يهدف إلى تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

التدخلات الخارجية وسباق التسلح

أكدت مجموعة (إيه 3+) أن “التدخلات الخارجية لا تزال تشكل تحدياً خطيراً في مساعي البحث عن حل دائم للصراع في السودان”. وأظهرت صور التقطتها شركة “ماكسار” إنشاء ثلاث حظائر للطائرات خلال خمسة أسابيع بين يناير وفبراير في مطار نيالا، حيث يُعتقد أن الطائرات المسيرة المستخدمة هي من صنع الصين، وتتميز بقدرتها على تنفيذ ضربات على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

وقد اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستخدام مطار نيالا لاستقبال أسلحة من الإمارات، التي يُزعم أنها تزودها بطائرات مسيرة منذ بداية الحرب، إلا أن وزارة الخارجية الإماراتية نفت هذه الاتهامات، مؤكدةً أن تركيزها ينصب على جهود الإغاثة الإنسانية.

تصاعد التوتر العسكري وإسقاط الطائرات

في تطور لافت، أعلن مستشار قوات “الدعم السريع” عن مسؤولية قواته عن إسقاط طائرة نقل عسكرية تابعة للجيش السوداني، والتي تحطمت في منطقة أم درمان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 26 ضابطاً. كما أفاد بأن قواته أسقطت طائرة هليكوبتر في محور شندي كانت تقل أعضاء من هيئة الأركان.

الوضع الإنساني المتدهور

حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في السودان، حيث كشفت إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن تزايد المخاوف بشأن المجاعة في شمال دارفور، وخاصةً في معسكر زمزم للنازحين، مؤكدةً أن صور الأقمار الصناعية تؤكد استخدام الأسلحة الثقيلة في المنطقة.

محاولات تنظيم المساعدات الإنسانية

في ظل تصاعد الأزمة، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، قراراً بإعادة تشكيل اللجنة الوطنية المشتركة للطوارئ الإنسانية، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وضمان الجاهزية الفنية واللوجستية في المعابر.

ومع استمرار الحرب، يظل السودان رهينة للانقسامات السياسية والعسكرية، في حين تبقى الجهود الدبلوماسية هي الأمل الوحيد لإنهاء هذا الصراع الدامي، الذي يهدد بتفكيك الدولة السودانية ويعرض الملايين لخطر المجاعة والتشرد.

 

مقالات ذات صلة