Site icon وضوح الاخبارى

قــــــــــصـــــة إســــــلام الأمــريــكي أحـــد عــبـدة الــشـيـطـان

إعداد : أمال فتحي

قــــــــــصـــــة إســــــلام الأمــريــكي أحـــد عــبـدة الــشـيـطـان 1
عبد الملك قبل الاسلام وبعده

” عـــبــد الــمـلك ” ,كما يفضل أن يطلق عليه الان، 28 عاما، ويقطن في المملكة المتحدة. عاشَ حياة متمردة واقترب فيها لما يُعرف باسم عبادّ الشيطان. لم يترك في جسده موضعا الا ووصمة بالأوشام والثقوب، وظل في حياته المتمردة الى ان أكرمه الله بالاسلام من تلقاء نفسه ليُغير حياته نحو الأفضل ويصدق قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، القصص: 56.

يقول عبد الملك: “اعتنقت الاسلام عندما كانَ عمري 24 عاما. وكنت قبل هذا الوقت شابٌ فاسق ومن هواة الموسيقى. كنت متمرد على الحياة بالرغم من تعليمي الجيد. كنت كنسخة بشرية من ابليس وأرفض الأنحناء الى أي شيء. كنت أشك في كل شيء تعلمته. كنت أشك في التاريخ. هناك حقائق وهناك أكاذيب وكنتُ على النمط البريطاني متمردا على كُل شيء. لم أكن ثمل ولم أفعل هذه الأشياء، الا انني ظنت بانه بمقدوري اعلان العصيان ضد النظام والحكومات. كنت أعلن العصيان وانتقد الحكومة والمجتمع من خلال الموسيقى. كنت أعتقد بانهم جميعا غير عادلين. كنت أعتقد بان ذلك سيجلب لي السعادة، الا ان السعادة لا تأتي من الخارج، بل من الداخل. أدركت الأن ان السعادة في الحياة تأتي من الله وحده سبحانه وتعالى”.

يضيف عبد الملك: “كنت في ذلك الوقت أعتقد بأنني سأجلب السعادة لنفسي من خلال الموسيقى. كنت أعزف الموسيقى الصاخبة وامليء جسدي بالأوشام والثقوب، في وقت كان ذلك غير عادي أو غير مألوف، اما الان فهو أمر شائع. جميع الثقوب في أذني ليست من القتال في أفغانستان، بل كانت للاسف من غبائي. يفعل المرء هذه الأشياء ويعيش مع العواقب. لم أكن أفهم مجتمعنا، لان الحياة تعني له مجرد ملكية وثروة ومال”.

ويكمل عبد الملك: ” حصلت على تعليم جامعي جيد، الا انني عارضت كل شيء، ونظرتُ في نهاية المطاف الى المسيحية وكانت تقول لي بان الله له ابن. لم أكن أتقبل هذه الرواية. كيف يكون الله ضعيف ويكون بحاجة لولد ووريث؟! لذلك لم أرى لهذا معنى. نظرت الى الهندوسية، فوجدت بانهم يعبدون التماثيل، وقلت لشخص هندوسي: هل سيؤذيني تمثالك لو قمت بكسره؟! لم أكن اعرف شيئا عن الاسلام في ذلك الوقت. أجابني الهندوسي: سيكون شيء فظيع. فقلت له: هل سيقتلني تمثالك لو القيت به الان على الارض؟! فلم يجبني. كان شيء مثير للسخرية حقا، بل كان يمثل بحد ذاته أنعدام الشعور. بحثت في الديانة اليهودية وفكرت وقلت مع نفسي كيف أعود خلف المتسابقين (أي عودة لموسى عليه السلام وعدم الاعتراف ببعثة المسيح عليه السلام حسب الديانة اليهودية). كيف بأمكاني المشاركة معهم وانا لست جزءا من النادي (أي اليهود الذين يدعون بانهم شعب الله المختار)؟ كيف يعقل بان الله لم يخلق على الأرض الا شعبا واحدا فقط؟ نظرت الى كل هذه الفلسفات المختلفة، بل وكنت أنظر ايضا الى الأفكار السياسية كالماركسية، ولم أكن مقتنعا فيها جميعا لأنها من صنع الانسان”.

ويقول عبد الملك: “كنت أسير ذات مرة في شارع كينزنتون بلندن، وكان هناك شخص يوزع منشورات اسلامية تتحدث عن الاسلام. أخذت منه المنشور ورأيت كلمة الاسلام باللغة الأنجليزية وفكرت ما هذا الشيء يا ترى. أذكر عندما كنت صغيرا جدا، اصطحبتني جدتي الى حديقة هايد، وفيها شاهدت لأول مرة كتابة عربية على الجدران. لم أكن أفهم النص، وكنت أتمنى ان افهمه. كان لدي شعور في داخل أعماقي بان هذه الكلمات الغريبة ستلازم حياتي. رغبت بالتحقق من هذا المنشور الذي يحتوي على كلمات عربية. كانَ هناك عدد قليل جدا من الكتب التي تتحدث عن الاسلام. وجدت لاحقا واحدا من الكتب الاسلامية وكان اسمه “المعتقدات والتعاليم الاسلامية” لغلام سروار (كاتب اسلامي شهير في لندن من بنغلادش) في طبعته الأولى، وكانت طبعة بدائية للغاية في ذلك الحين. ومرة أخرى وجدت ذات الكلمات العربية في الكتاب، فواصلت القراءة لتظهر لي انها سورة من القران وتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، الأخلاص. هنا بدأت حياتي تتغير”.

ويضيف عبد الملك: “يقول هذا النص بان الله واحد وبأنه لم يلد ولم يولد اي لا بد ان يكون خالقا، كما لابُد ان يكون الحاكم المطلق للعالم. بطبيعة الحال نحن خلق الله، وبالتأكيد لا توجد هناك حاجة ليكون له ابن، كما انه ليس بحاجة ليكون له زوجات. وعندما ننظر الى مجرتنا مع تلكسوب هابل ونرى حجم الكواكب واعدادها نصل الى قناعة بانه لا يوجد شيء يساوي الله. أشكر الله بانه خلقني واقفا على قدمي ولم يخلقني واقفا على وجهي”.

ويختتم عبد الملك بالقول: “حاولت البحث عن الشخص الذي اعطاني النشرة الا انني لم اجد له أثرا ليومنا هذا. فتوجهت الى احد مساجد لندن وفيه اعلنت الشهادة. أتذكر موقف طريف بانني حينما دخلت الى المسجد كان شعري مربوط خلف ظهري. فقلت لهم: اريد ان اعلن الشهادة. فوجئوا جميعا وكأنما لم يسمعوني، ويبدو انهم لم يكونوا يجيدون اللغة الأنجليزية، فأحضروا لي أمام المسجد واسمه عبد الله وكان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة. فسألني ماذا تعرف عن الاسلام، فأجبته بكل ما قرأته وأعرب عن دهشته! فقال لي: حسنا، أعتقد انك تفهم كل شيء، ولكن ليس بامكانك ان تبدو كما تبدو هكذا. فأجبته: انا لا اريد ان ابدو كما ابدو، ولكن هذا كل ما لدي في الوقت الراهن وبحاجة اولا الى ان أغير قلبي. فاعلنت الشهادة واصبحت مُسلما والحمد لله”.

Exit mobile version