قمة استثنائية لـ “إيجاد” لمناقشة تطورات جنوب السودان

كتبت: د. هيام الإبس
أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) عن عقد قمة استثنائية لرؤساء الدول والحكومات، يوم الأربعاء 12 مارس 2025، لمناقشة تطورات الوضع في جنوب السودان. وأكدت المنظمة في بيان رسمي أن القمة ستُعقد افتراضيًا، بهدف إيجاد حلول للتوترات المتصاعدة في الدولة الوليدة.
وتأتي هذه القمة في ظل تصاعد المعارك بين الجيش الحكومي والمجموعات المسلحة في مناطق أعالي النيل، إضافةً إلى انتشار أمني مكثف حول منزل ريك مشار، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، مما زاد من المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام الموقع في 2018.
وأكدت “إيجاد” التزامها الكامل بدعم جهود الحوار وتهدئة التوترات، مشددةً على ضرورة ضمان مستقبل مستقر لشعب جنوب السودان، باعتبارها الضامن لاتفاقية السلام المنشطة.
السودان يعزز أمن حدوده مع جنوب السودان
في ظل التوترات المتزايدة في جنوب السودان، عقدت لجنة أمن ولاية النيل الأبيض في السودان اجتماعها الدوري يوم الإثنين، برئاسة والي الولاية عمر الخليفة عبدالله، حيث وجهت بوضع خطة عاجلة لتعزيز الأمن في المعابر الحدودية، خاصةً في جودة والمقينص وأم كويكة.
وأكد اللواء معاش عماد مصطفى أحمد مساعد، معتمد شؤون اللاجئين بالولاية، أن اللجنة استعرضت تقريرًا حول تداعيات الأحداث الأمنية في جنوب السودان، والتي تسببت في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين الجنوبيين إلى داخل الأراضي السودانية.
وأضاف أن معتمدية اللاجئين بدأت في التنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة حركة اللاجئين المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تطورات جديدة.
اتصال هاتفي بين البرهان وسلفا كير لمناقشة الأزمة
أجرى قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، لمناقشة تطورات الأوضاع في الدولة الجارة.
وبحسب منصة “الناطق الرسمي” الحكومية، فقد تناول الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها، بالإضافة إلى بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاتصال، أكد البرهان حرص السودان على استدامة الأمن والاستقرار في جنوب السودان، مشيرًا إلى أن استقرار الجنوب ينعكس إيجابيًا على السودان.
وقال البرهان:
“إن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دولة جنوب السودان”.
من جانبه، أعرب سلفا كير عن امتنانه لدعم السودان، مؤكدًا التزامه بتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، والعمل على إعادة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها.
جنوب السودان: صراعات داخلية تهدد اتفاق السلام
تعاني جنوب السودان من تصاعد التوترات الأمنية خلال الفترة الماضية، حيث شهدت مناطق أعالي النيل مواجهات عنيفة بين الجيش الحكومي والمجموعات المسلحة. كما حاصرت القوات الحكومية منزل ريك مشار، نائب رئيس الجمهورية وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، مما أثار قلقًا دوليًا بشأن استقرار البلاد.
وتواجه الدولة الوليدة، التي استقلت عن السودان عام 2011 بعد استفتاء تقرير المصير، تحديات كبيرة في الحفاظ على اتفاق السلام الهش، وسط مخاوف من عودة الحرب الأهلية.