قمة التعاون الخليجي و”آسيان” تدعو لتعزيز التكامل الاقتصادي في مواجهة التحديات العالمية

كتب / محمد السيد راشد
انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أعمال القمة الثانية بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وسط تطلعات لتعزيز أوجه التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد، والتنمية المستدامة، والأمن الإقليمي، لمواجهة التحديات العالمية المتسارعة.
Table of Contents
Toggleرئيس وزراء ماليزيا: فرصة لتعميق الأسواق وتشجيع الاستثمار
وفي كلمته الافتتاحية، وصف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم القمة بأنها “منصة مهمة لتعزيز التعاون بين بعض من أكثر التكتلات الاقتصادية تأثيراً في العالم”، موضحًا أن إجمالي الناتج المحلي المشترك بين دول آسيان والخليج يبلغ نحو 24.87 تريليون دولار، ويخدم أكثر من 2.15 مليار نسمة.
وأكد أن هذا الحجم الضخم يمثل فرصة هائلة لتعميق الابتكار وتشجيع الاستثمار وتكامل الأسواق، مشيرًا إلى نجاح آسيان في بناء شراكات قائمة على الاحترام والانفتاح، خاصة مع دول الخليج والصين.
كلمة الرياض: شراكة طموحة وتكامل مستدام
من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على أهمية البناء على نتائج القمة الأولى بالرياض عام 2023، مؤكداً على ضرورة تعميق الشراكة الاقتصادية واستكشاف الفرص الجديدة في التحول الرقمي، والطاقة الخضراء، والزراعة، والقطاع المالي.
وأوضح أن التبادل التجاري بين الجانبين ارتفع بنسبة 21% ليصل إلى 123 مليار دولار عام 2024، داعيًا إلى إزالة العقبات أمام تدفق التجارة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية المشتركة.
وأشار إلى أهمية المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الذي نظمته وزارة الاستثمار السعودية في 28 مايو 2024، والذي شكّل منصة لتبادل الفرص بين القطاعين الخاصين في المنطقتين.
القمة وسط تحديات عالمية
أشار الوزير السعودي إلى أن القمة تنعقد في ظل تحديات عالمية تشمل تغير المناخ وتقلبات أسواق الطاقة والأمن الغذائي والمائي، مذكّرًا بالتزامات قمة الرياض السابقة في مواجهة هذه القضايا.
وجدد تأكيد المملكة على حل عادل للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، داعيًا لتكثيف الجهود الإنسانية في غزة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
أمير قطر: نأمل في توسيع آفاق التعاون
وعبر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن أمله في أن تُسهم القمة في توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين الجانبين، بما يحقق مصالح الشعوب.
وقال في منشور عبر منصة “إكس”: “القمة الثانية تأتي في إطار تعزيز الشراكة مع هذا التكتل الآسيوي الحيوي”.
البديوي: شراكة بدأت منذ 15 عاماً
بدوره، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي أن الشراكة مع آسيان بدأت منذ توقيع مذكرة تفاهم في المنامة عام 2009، مشيراً إلى أن القمة الحالية تعزز مسار هذه الشراكة في ظل تحديات عالمية تفرض ضرورة تعميق التنسيق الإقليمي.
ولفت إلى أن قمة الرياض أكدت احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشدداً على قيم الحوار والتعاون كأدوات لتحقيق السلام والتنمية.
موقف خليجي موحّد تجاه فلسطين
وفي سياق آخر، أكد البديوي أن الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة تتطلب موقفاً خليجياً موحداً وصارماً، داعياً إلى وقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر، مع ضمان استمرار الدعم الإنساني والطبي ووكالة الأونروا.
وجدد التأكيد على دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
تجربة آسيان.. نموذج للتكامل
أشاد الأمين العام لمجلس التعاون بتجربة آسيان باعتبارها نموذجاً ناجحاً للتكامل الإقليمي، مؤكدًا قدرة الشراكة الخليجية-الآسيوية على دفع عجلة الاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات الطاقة، والاستثمار، والخدمات اللوجستية.