قهوة الصباح ..بقلم : سمية تايه
بعيداً عن كُلّ ضَجيج ..وفي انتظار أنوار تزهر على جبين الصباح ،أحكمت قبضتي على فنجان قهوتي .. التي ترسم خطوط اتزاني في صحاري الصّمت المترامية الأطراف ..أحتاج أن أهدهد أفكاري على مهل لتعي ميلاد يومهاالجديد ..
هذه البدايات التي تنعشنا ، وتزرع فينا حب الحياة والعمل والعطاء ،فما أجمل البدايات حين نجعل منها موعداً مع النفس لنعيد لها التناغم بين جنباتها ونحفظ به اتزانها ، لنشعر بألق الحياة ، ونحقق الانسجام بين الداخل والخارج .
الاسترخاء والهدوء الداخلي يجعلنا ننظر إلى أرواحنا عن قرب ، نتعرف على عيوب النفس ونواقصها ، ننفض عنها غبار الفوضى ، نتعرف على مواطن قوتها وضعفها ، نجاحاتها وسقطاتها ، نتعهد قوائم الأهداف التي ارتضيناها ، هل تحتاج إلى إصلاح أو ترميم ؟! .. نوليها شيئا من التنسيق والترتيب والمتابعة ، وإقصاء ما لا نحتاجه ، واستحضار الروح والأفكار التي تمضي بنا إلى الغاية التي من أجلها خلقنا ربنا وجعلنا مستخلفين في أرضه .
إنّ الخلل والتشتت قد يكون مصدره أكوام من العثرات والإسقاطات والمواقف التي تركت نُدبها وآثارها .. واستقرت في أفئدتنا ، لأننا لم نتعهدها بالإعمار والتنقية فيتكدس الكدر ويعلق بها ويثقلها فيسلبها الجمال والصفاء والنقاء .ِ
إن البدايات الهادئة بحضورالوعي تشعرنا بانسياب الحياة وتدفقها وروعتها .. في العالم السريع جداً .. قليل من الهدوء لالتقاط الأنفاس ، لننتقل من القلق إلى الطمأنينة .. ومن الأرجحة إلى الاتزان .. ومن التعثر إلى الجمال .
مع كل صباح جديد حريٌّ بنا أن نصنع من البدايات رؤى جديدة تكون لها نفس مشرقة تبدأ يومها بكل همة ونشاط .. تضرب في الحياة بمعول الفأل والهمّة و الجدّ .
